سوق عكاظ وحَجْرُ اليمامة

من أمجادنا الثقافية، قديماً وحديثاً، أسواق العرب التي قال الهمداني إنها أكثر من مئة سوق (كتاب صفة جزيرة العرب) ولعله -الهمداني- في كتابه الثمين إنما يعني الأسواق الدائمة، اما الموسمية التي تلتقي فيها قبائل العرب، وبعض الأمم المجاورة، فهي في حدود عشرة أسواق، كما قال البغدادي في كتابه (خزانة الأدب) (360,4) وفي (صبح الأعشى) ذكر أنّ المشهور منها ثمانية (410/1) وأشهرها سوق عكاظ ثم سوق (حَجْرُ اليمامة) الرياض الان، ثم المربد بالبصرة..

وكما هو معروف تجمع تلك الأسواق بين الثقافة والتجارة والتعارف بين القبائل (تنمية ثقافية واجتماعية واقتصادية) تُثبت عراقة العرب في الحضارة والتجارة (وخاصةً رحلة قريش في الشتاء والصيف).. سوق عكاظ، الذي تمّ إحياؤه قبل عقد من الزمان، واسع الطيف، أُضيف إليه (الدراما) و (الفنون) خاصةً فنون المملكة المتنوعة، فالمملكة بمثابة قارة ذات تنوّع ثقافي وفنّي وجغرافي، مع وجود انسجام تام بين كل مناطقها فالجنس عربي والدين الإسلام واللغة واحدة (لغة القرآن).. نقترح أنْ يُعاد مجد سوق (حجر اليمامة) والذي كان يُقام كل عام في موقع الرياض الآن، ومدته قديماً عشرة أيام (10-20) من محرم، بالإضافة إلى (مهرجان الجنادرية) الذي أصبح عالمياً، فإنّ في إحياء سوق (حجر اليمامة) صلة بين ماضينا العريق وحاضرنا المجيد، وتأصيل لثقافتنا العربية ولغتنا وآدابنا وأشعارنا بعد أن كادت اللغة الإنجليزية تغزو جميع بلاد العرب مع الأسف.