فهد الفانك

 اعتدنا منذ نعومة أظافرنا أن نقول أن رأسمال الأردن هو قواه البشرية المبدعة ، وأن الإنسان أغلى ما نملك ، وربما كان هذا صحيحاً أيام زمان عندما كان الأردنيون يذهبون إلى الخليج كمستشارين ، فهل ما زال الحال كذلك اليوم؟.


يبدو أن الوضع انقلب رأساً على عقب ، ذلك أن القوة البشرية الأردنية هي اليوم نقطة الضعف ، وهي المسؤولة عن جمود الوضع ، وأصبحت مشاريعنا وسياساتنا من صنع مستشارين مستوردين وفي مقابل موظفي الملكية الأردنية الذين ذهبوا إلى الخليج لتأسيس شركات طيران نجد الآن أن الملكية الأردنية تستدعي عجوزاً ألمانياً لكي يعيد بناء الملكية الأردنية!. الأردن يعتمد اليوم على الدعم المالي الخارجي لمجرد تمكين الحكومة من القيام بالخدمات المطلوبة منها.

كان الأردني في الماضي مزارعاً أو مهنياً أو جندياً يعتمد على نفسه ، وأصبح اليوم عاطلاً عن العمل بانتظار شواغر الحكومة.

لماذا حدث التراجع ، وأصبح الذين يخدمون مصلحة الوطن أقلية ، أما الاغلبية فهم عالة على الوطن لهم حقوق ومطالب وليس عليهم واجبات.

لماذا نذهب بعيداً ، فالمقارنة العملية هي الحكم والمقياس لمدى القدرة على المنافسة والإبداع والنجاح ، علينا أن نسأل أنفسنا: لماذا ينجح العامل السوري والعراقي والمصري في الحياة الاقتصادية بينما يقعد الأردني بانتظار أن يقوم عامل مصري بغسل سيارته ، ولماذا يتوقع أن تحمله الدولة على أكتافها فتؤمن له وظيفه قد لا تعجبه لأن الراتب قليل ، ولا يكفي لتمويل مستوى معيشة مريح. بأي حق نريد مستوى معيشة مريح إذا لم ننتجه بانفسنا.

ليس غريباً والحالة هذه أن نجد أن أكبر بند في مكونات الناتج المحلي الإجمالي ، حوالي ربع هذا الناتج ، هو خدمات موظفي الحكومة أي الرواتب والاجور للعاملين والمتقاعدين.

وهناك نسبة عالية من المواطنين متقاعدين مدنيين وعسكريين ومشتركي الضمان الاجتماعي يعيشون على رواتب تقاعد متواضعة ، دون محاولة دعم هذا الدخل بمصدر آخر.

البطالة في مخيم الزعتري أقل منها في الأردن ، ويقال ان النشاط التجاري والمهني هناك عند مستوى عالٍ يمكن مقارنته بما يجري في الصويفية!.