فاتح عبد السلام 

عندي صديق يريد أن يحلل وضع العراق ما بين الملكية والجمهورية وانقلابات الشرق الاوسط وينقد كتاب تاريخ الوزارات العراقية للحسني ويعرض فصلاً أعجبه من كتاب علي الوردي ويذكرني بما نسيت من أغاني أم كلثوم في سالف الايام وأغاني صباح فخري وعبدة الحمولي في مقهى أبو داود ويختمها بمناقشة كيف سينهار العالم وغضب الله على الكافرين به والمؤمنين بنظرية دارون .. وكل ذلك بمكالمة دولية مصروف عليها خمسة دولارات كحد أقصى مع الضريبة .وآخر مكالمة قبل سنوات ، قال:

هل تتذكر فلان وعلان وفلتان وفافون وعلون .. شيوخ وقادة وزعامات وكبار القوم؟

– طبعاً اعرفهم !!

قال : هل تعرف لماذا تحولوا من شعار بالروح بالدم نفديك يا… الى علي وياك علي؟

– لا ما أعرف.

قال : أكيد ما تعرف؟

– طبعاً ما أعرف.

قال : بلازحمة من تعرف السبب اتصل بي ،تلفونيعندك فدوة.

بعد سنوات ، اتصل مرة أخرى وقال، بعد مناقشة كل الكتب والاحداث آنفة الذكر في الدقائق الخمس لكارت التلفون الدولي:

– ما فهتني ماذا حدث بالعراق ، هل تستطيع افهامي هذه ؟

قلت: هات ما عندك.

-حسني يسجن مرسي.

قلت : نعم.

– ومرسي يسجن حسني.

قلت : نعم.

-ومرسي يعين السيسي .

 قلت :نعم .

– السيسي يسجن مرسي.

قلت : أين السؤال ، أنت أعطيتني الجواب ، أين السؤال.

أهدر لحظات من كارت الخمس دولارات الثمين في صمت عميق. وقال:

 ما علينا انت وعدتني من تفهم القصة تخابرني وتفهمني .

– وأنا عند وعدي.

ختم: مع السلامة ، خلص الكارت.

 اليوم اتصل مجدداً، وقال : بسرعة ماأريد أن أضيع الوقت ، هذه سهلة.

قلت : هات يارجل.

– استفتاء كردستان ، ترفضه تركيا وايران والعراقوامريكا وأوروبا. يعني هذه واضحة ، لا تقل لي مثل ما تقول منذ عشرين سنة ماأدري وأعرف .

قلت : لا هذه سهلة فعلاً والاستفتاء سوف يجري في الخامس والعشرين من أيلول ، في موعده المحدد.

قال: لن أسألك بعد الان ، فعلاً انت ما تعرف ولا تدري.