العلاقات السعودية الإماراتية أسمى من تغريدات خفافيش الظلام

 علي القحيص

تمثل قوة العلاقات السعودية الإماراتية نموذجاً حياً في المنطقة، حيث تمثل المملكة بثقلها العربي والإسلامي دور الأخت الكبرى لمجمل الدول الخليجية، كما أن ما تمتلكه المملكة من مقدرات اقتصادية هائلة، كونها من أكبر مصدري النفط في العالم، وما تمتلكه أيضاً من قدرات عسكرية، يجعل منها جدار الصد الأمامي في الدفاع عن أمن الخليج، والأمن القومي العربي عامة، ولذلك فإن الحديث عن العلاقات السعودية الإماراتية المميزة، لا يعدو كونه فصلاً من فصول علاقات الأخوة التي تربط المملكة بأخواتها الخليجيات عامة.

ولكننا سنتناول في هذا الموضوع تطور وتميز وقوة العلاقات بين الرياض وأبو ظبي، لأسباب كثيرة، أبرزها أن الإمارات تشكل مع مجلس التعاون الخليجي، جهدين وحدويين ناجحين، ما كان لهما أن يستمرا في النجاح لولا الموقف السعودي القوي والداعم لهما، ومساندة هذا الموقف من الأشقاء الإماراتيين الذين تناغموا وانسجموا مع هدف وإستراتيجية هذه العلاقة المميزة، انطلاقًا من سعي المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة إلى شد عضد الأمة العربية والإسلامية، وتعزيز مواطن القوة العربية، بشكل يضمن الحفاظ على الأمن القومي العربي، ويحمي المنطقة من أي اعتداء خارجي، ويكون ضامناً لمصالح العرب القومية.

وإننا ننظر إلى سجل العلاقات الإماراتية السعودية، التي نرومها أن تكون أنموذجاً للتعاون والشراكة، من أجل صالح العرب جميعاً.

ونلاحظ هذه الأيام حملة مسعورة على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاولة زرع الخلاف والفتنة والتشكيك بهذه العلاقة المميزة بين البلدين، مما حدا بأحد الخبثاء والأيدي الغادرة القذرة أن تخترق حساب أحد السعوديين لينشر في هذا الحساب المزيف كلاماً بذيئاً ومسيئاً لهذه العلاقة بين البلدين التي تشكل علاقة أخوية شقيقة مميزة لا تشوبها شائبة ولا تلوي ذروتها الرياح الصفراء، ولا تنطلي على أحد مثل هذه التغريدات المشينة والمسيئة التي لا ترتقي إلى الأصول والأخلاق والسمة بين نسيج المجتمع الخليجي الذى عُرف بسمو تعامله وأخلاقه حتى مع خصومه.

ورغم أنه جاء توضيح من صاحب الحساب نفسه ينفي ما حدث، وأنه تم اختراق هذا الحساب لغاية في نفس يعقوب، وقد استغربنا في هذه الفترة الأخيرة من تدني مستوى الخطاب واللغة في التواصل الاجتماعي بشكل لافت للانتباه، واستخدام أسلوب رخيص وقذر لم نعهده من قبل حتى مع الأعداء التقليديين والذين نتخاصم معهم لعدة أسباب.

ولكن يبدو أن الخصوم الجدد لا يرتقون ولا يعرفون حتى معنى حقيقة كيف تكون الأخوة وكيف يكون الخلاف؟ وهذه أخلاق الفرسان العرب التي لن يدركونها.

ومثلما قال شاعرنا العربي قديماً:

إذا أتتك مذمتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كاملُ