محمد عبد المحسن المقاطع

مجريات الأمور والأحداث وتطوراتها بالتأكيد ليست وليدة صدفة، ولا هي نتيجة ضعفنا فقط، ولا هي بسبب طبيعة أنظمة معظم دولنا فقط،، هي وليدة كل تلك الأمور مجتمعة. والأخطر والأهم أنها تأتي وفق مخطط مرسوم ومدروس من قبل أميركا والغرب لتفكيك الأمة وتقسيم دولها أو ابتلاعها.


هل تتذكرون مقولة السفيرة ديبورا التي قالت إنه لن تكون هناك الكويت عام ٢٠٢٠، والدراسة الأميركية التي تشير إلى اختفاء ٣ دول خليجية في المستقبل القريب؟!
نحن نعيش هذه المرحلة التي تم التخطيط لها بعناية وتطبق وتنفذ بفاعلية، هى تكتمل حلقات لتفكيك الأمة وابتلاع دولها.
إن ثالوث التآمر على الدول الإسلامية والعربية سقطت كل أقنعته وصار يجاهر بتوجهاته الاستعمارية ونزعاته التوسعية، وقد اكتملت سمفونية الهيمنة التي كانت تتم بأنغام هادئة تمثلها السياسات الأميركية الناعمة في الطبطبة على أكتاف الدول العربية ودولنا الخليجية، وفي الوقت ذاته شحنها الطائفي والفئوي بالمنطقة وزرع الخلافات التي تفجر هذه الدول من الداخل بهدف تفتيتها وتقسيمها.
أما أنغام السمفونية الصاخبة فتمثله التحركات التوسعية الإيرانية باشتراكها العسكري المباشر في سوريا لفرض هيمنتها هناك بالتحالف مع النظام السوري.
وها هي إيران قد جيشت جيوشها في العراق بصورة مماثلة لما تمارسه في سوريا، بما يخدم مخططها التوسعي ذاته، وكذلك دورها المباشر في اليمن، وقد جرى إفشاله في الوقت المناسب.
ومنذ اتفاقها النووي ونحن نراقب تزايد نشاطاتها التوسعية وأعمالها العسكرية في دول المنطقة، سعيا منها إلى الحصول على جزء من كيكة تقسيم المنطقة.
أما الطرف الثالث فهو بقية دول الغرب التي تتواكب مع سياسات تقسيم المنطقة بعد أن تم الترتيب معها وإفهامها أن مخاطر «الإسلام فوبيا» وتأمين أمن إسرائيل لن يتم تجاوزها إلا بتقسيم الدول العربية والإسلامية بخريطة الشرق الأوسط الجديد، وقد رسم الدور لكل من «داعش» وإيران ليكونا مرحلة مفصلية في إنجاز هذا المخطط، وقد أنجزت مرحلة «داعش» وإيران تستكمل الدور.
إن دول الخليج هي أول الكيانات المستهدفة في الخريطة الجديدة للشرق الأوسط المقسم والمستعمر، وعلينا أن ندرك، دولا وشعوبا، أبعاد الخطر الذي يهدد كياننا، وألا نضيع مزيدا من الوقت بأن نصبح جزءا من مخطط إنهاء وجودنا، بل علينا أن نتحول إلى صانع للحدث ومغير لمجريات الأمور على أرض الواقع، قبل فوات الأوان، ولن يتحقق ذلك لكيانات صغيرة متناثرة. ومن ثم ينبغي أن نتحرك عاجلا لإعلان توحدنا وتعاضدنا لتمثيل سياسات خارجية ومنظومة عسكرية مع استقلال سياسي كامل لمكوناتها كدول، وبحيث تتكون من دول مجلس التعاون الست بالإضافة إلى اليمن لمنع نجاح المخططات الاستعمارية، تماما كما منعت سقوط اليمن بعمليات عاصفة الحزم وما تبعها. ولنفشّل مخطط تقسيم دولنا وابتلاعها.