سعيد الحمد

قناة الكوت التي تم إيقافها بقرار من وزارة الإعلام الكويتية لتورط أحد شركاء القناة في خلية العبدلي، أعاد الى الذاكرة الوطنية البحرينية تفاصيل ودقائق موقف هذه القناة من احداث 2011 التي شهدنا فيها أزمة دوار العار من عملاء وخلايا على ارتباط مباشر بايران ونظام الملالي هناك.

فقناة الكوت مثلها مثل قناة العدالة التي تبث من الكويت قادت حملة مضادة لشعب البحرين ومنحازة بشكل سافر لاحتلال الدوار وجماعات ايران، كما قامت بتغطيات اخبارية مفبركة كانت تصلها من جماعة الدوار وتبث تقارير على شاكلتها، واستضافت وجوهًا من نفس الجماعة او متعاطفة معها قلبًا وقالبًا.

والتجربة مع نوعية خاصة من مثل هذه القنوات تجربة سيئة ولها انعكاسات مضادة وآثار خطيرة على بلداننا حين تحولت الى منصات معادية من داخلنا ومن بلداننا التي اتخذت منها مقرًا للبث، وهي تحمل وتعمل للترويج لأجندات خارجية لها أطماع في بلداننا ولها مشاريع توسعية، وتعمل ضمن تخطيط مرسوم بدقة بحيث لا تكشف عن هويتها وتظل تعمل حتى «ساعة الصفر» المحددة لها وفق تلك الأجندة.

كنا كمثقفين وإعلاميين مع فتح الفضاء واسعًا أمام القنوات الخاصة في عالمنا العربي لمزيد من التنافس والجودة والخدمة الثقافية الوطنية بما ينعكس على الضمير الوطني العام وعيًا وانتماءً وثقافةً وفكرًا.

لكننا اليوم وأقولها بشكل شخصي ومن خلال التجربة التي أشرت لها.. علينا التدقيق وإعادة النظر والوقوف طويلاً أمام كل مشروع إعلامي حتى نقف على المخفي منه وبعد دراسته وتمحيصه بعد ان اكتشفنا كم نحن مستهدفون بهكذا مشاريع ضربتنا في الصميم.

لم تعدْ المسألة ترفًا ثقافيًا وإعلاميًا او فلسفة مثقفين بقدر ما هي مسألة سياسية خالصة وأجندات تحمل الكثير منها مثل هذه المشاريع التي وقعنا في مصيدتها على نحو مباغت ومؤلم طعننا في الظهر العاري.

الإفراط في الثقة بناءً على الأقوال لا الأفعال وعدم استفادتنا من تجارب سابقة ورطتنا في مشاريع ليست من داخلنا بل مضادة في أهدافها لنا، ولا داعي لنقدم أمثلة ونذكر الذاكرة التي لا تنسى.

قطعًا لا نطالب بإغلاق النوافذ والأبواب بل نطالب بفتحها على الهواء الصحي والمناخات الصحيحة، ونطالب بالمزيد من الفتح والانفتاح على مثل هذه الأجواء التي تغذي روح الانتماء وترتفع بمفهوم الوطن الذي تراجع نتيجة خطاب تلك القنوات لصالح الطائفة والمذهب ففاحت الطائفية وغزانا التمذهب على حساب الوطن والوطنية.

وعندما تستغل جهات وأجندات الانفتاح الإعلامي لإنشاء فضائيات وقنوات وصحف ومجلات وإذاعات بهويات طائفية وأيدلوجيات مذهبية فنحن نذهب الى الطوفان ونواجه عاصفة سرعان ما تتفجر بنا من الداخل لأن الخارج الطائفي متربص بنا ويخطط ضدنا ويغذي تلك المنصات ويمولها.

فعندما يكون أحد شركاء قناة فضائية عضوًا في خلية ارهابية تعمل وتخطط وتتسلح ضد بلادها «خلية العبدلي» فلابد من إعادة نظر حقيقية وجادة في كل المنطقة، وتذكروا أيضا من كان عضوًا في خلايا واحزاب ومنظمات خططت وتسلحت وفجرت وعملت ضد بلاده.. تذكروا فالذكرى تنفع المؤمنين.. تذكروا فالذاكرة لا تموت فيها التفاصيل بسرعة ولنتعلم الدرس جميعًا بدون استثناء فمنطقتنا مزدحمة بأجندات وأجندات معادية فحذارِ.. حذارِ من مثل هذه الأجندات وهي تسعى للتسلل ومن ثم التغوّل ضدنا.