عاد الزعيم الديني مقتدى الصدر من المملكة العربية السعودية، بعد زيارة وصفت بأنها «ديبلوماسية شعبية ناجحة لا ترضي إيران»، استقبله خلالها نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان، وسط ترحيب حار من أنصاره، وتذمر في أوساط القوى المقربة من إيران التي رحبت بالزيارة علناً، ومهاجمتها عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام. وأفادت معلومات بأن شخصيات سياسية أخرى، بينها عمار الحكيم، ستزور الرياض خلال الفترة المقبلة.

وجاء في بيان لمكتب الصدر مساء أمس، أنه «بحث مع نائب خادم الحرمين في المواضيع التي تهم أمن العراق ووحدته واستقراره، والعملية السياسية وتعزيز التعاون».

وأنه «لمس حرص القيادة السعودية على علاقاتها مع بغداد».

وزاد أن الزيارة أسفرت عن نتائج مهمة منها: «استغلال فرص الاستثمار في العراق والمساهمة في تنمية مناطق الوسط والجنوب، والمساعدات الإنسانية للمتضررين والنازحين، وقررت السعودية تخصيص عشرة ملايين دولار إضافية لمساعدتهم، عبر الحكومة العراقية، كما تم البحث في افتتاح قنصلية سعودية في النجف، والخط الجوي والمنافذ الحدودية لتعزيز التبادل التجاري».

وأضاف أن الرياض أبدت رغبتها في تعيين سفير جديد لدى العراق «للنهوض بالعلاقات»، وأشار إلى مناقشة «العلاقات مع دول الجوار واستقرار المنطقة وتبني خطاب ديني وإعلامي معتدل».

وأعربت مجموعات من «الحشد الشعبي»، وشخصيات مقربة من زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، عن استيائها من زيارة الصدر وتدشين عهد جديد في العلاقة بين البلدين.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن قادة في تيار الصدر قولها إن زيارته «ديبلوماسية شعبية»، فلديه جمهور عريض، خصوصاً في أوساط الشباب في مناطق وسط العراق وجنوبه، فيما شنت وسائل إعلام مقربة من إيران وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة على الصدر، معتبرة أنه سدد «طعنة للتحالف العراقي- الإيراني».

وتعكس هذه المواقف انقساماً في العراق بين فريقين، يسعى أحدهما إلى الحد من نفوذ طهران، خصوصاً في العلاقات الخارجية، في مقابل فريق مقرب منها يروج لاستخدام «الحشد الشعبي» في عمليات عسكرية خارج الحدود.

من جهة أخرى، علمت «الحياة» أن الحكيم، زعيم تيار «الحكمة الوطني» الذي انشق عن «المجلس الإسلامي الأعلى» ينوي زيارة السعودية خلال الفترة المقبلة «لتطوير الآفاق التي افتتحتها زيارة الصدر، وتجذيرها»، ما اعتبره مصدر سياسي «الانفتاح السعودي على العراق»، خصوصاً في مجالات إعمار المناطق المتضررة.

وأكد المصدر تعاظم الشكوك لدى المحور الإيراني، من انفتاح الزعماء الشيعة المقربين من المرجع الأعلى علي السيستاني على الرياض، فيما «الهدف يكمن في إيجاد توازن في العلاقات العراقية الخارجية».

واستقبل الصدر في مطار النجف وشوارعها أمس، المئات من أنصاره. لكنه لم يدل بأي تصريح عن طبيعة زيارته ونتائجها، وأكد الناطق باسم تياره صلاح العبيدي أن لقاء «نائب خادم الحرمين الصدر ركز على تغليب لغة الاعتدال والتخلص من الخطاب الطائفي». وقال إن «إيران تبحث عن مصالحها(...) ولن نعطي فرصة لأحد لتحقيق مصالحه على حساب المصالح العراقية».