كشف معهد Brookings الأميركي للدراسات، في تقرير له، أن الانتخابات الأميركية الأخيرة كشفت أرقاما مذهلة من ناحية أعداد المصوتين وتنوعهم بين الأجيال، مشيرا إلى أن جيل الألفية والجيل المولود بين سنوات الستينات والثمانينات الميلادية، فاقوا أعداد المصوتين من الأجيال السابقة الأخرى.


واستند التقرير إلى دراسة أجراها مركز Pew الأميركي للأبحاث، أظهرت أعداد المصوتين من جيل الألفية والجيل الذي قبلهم بنحو 69.6 مليون صوت مقابل 67.9 مليونا، لافتا إلى أن هذا الفارق سيتوسع أكثر في الانتخابات المستقبلية، باعتبار لو تم وضع معدلات الوفاة والعجز التي ستصيب الأجيال التقليدية، وبرزو الأجيال الشابة خاصة من المهاجرين وطالبي الجنسية الأميركية.

معدلات مرتفعة

أضاف التقرير «بحلول عام 2004، كان فيها كل فرد من الأجيال التي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية قد بلغ من العمر نحو 40 عاما، وارتفع بذلك معدل مشاركة هذه الفئة في التصويت للانتخبات بـ69 %، إلا أن أعدادهم قد تبدأ بالتراجع البطيء بمجرد وصول أعمارهم منتصف السبعينات، وهذا الأمر سيحدث بحلول انتخابات 2020»
وتطرق التقرير إلى نقل بعض آراء الخبراء الذين يرون أن جيل الستينات إلى الثمانينات الميلادية سيبتعدون عن السياسة بأرقام قياسية، نظرا لأنهم عاصروا اضطرابات سياسية متعددة في تلك الفترة، مؤكدا أن هذه النظرية خاطئة بدليل ارتفاع معدل مشاركتهم من 39% عام 1988 إلى 63% بحلول عام 2016، ومن المرجح أن تستمر مشاركتهم في الارتفاع.

تحطيم التوقعات
أوضح التقرير أنه على الرغم من أن معدلات مشاركة جيل الألفية بقيت أقل من 50 % في الدورات الرئاسية الأربع الأولى، إلا أنهم أكثر ترجيحا بأن يصوتوا أكثر مما صوت الجيل الذي قبلهم، بحيث إذا استمر توجه الماضي كما هو، فهذا يشير إلى أن جيل الألفية سيصبح الأعلى تصويتا.
وخلص التقرير إلى أنه على المدى البعيد، يُعدّ هذا الخبر مثيرا للقلق بالنسبة للجمهوريين، إذ إن نحو 55 % من جيل الألفية أكدوا في الانتخابات الأخيرة، أنهم ينتمون إلى الحزب الديمقراطي أو أنهم مستقلون ويميلون إلى الديمقراطية، نظرا لمواقفهم الليبرالية حيال القضايا الاجتماعية، والانفتاح المعتمد على التجارب و الخبرات تجاه المهاجرين من الثقافات الأخرى، مؤكدا أنه خلال العقد القادم، ومع ارتفاع أعداد المشاركين منهم، فإن جيل الألفية سيمثل أكبر مجموعة من المصوتين في الولايات المتحدة.