مبارك العجمي

أخذت الازمة الخليجية منحى تصاعدياً لم يكن بالحسبان، فكل يوم تتباعد المواقف وتتعقد طرق الوصول الى حلول.

فقد جرت العادة ان يحل اي خلاف خليجي - خليجي وفق إطار منظومة مجلس التعاون او بتدخل من أحد حكماء الخليج من اصحاب السمو القادة، الا ان هذه الأزمة أدت الى ظهور مؤشرات لخلق واقع جديد لم يعتد عليه شعب الخليج بمواكبة أدوات تساهم في تصعيد المواقف وتعميق الشرخ الذي صنعه بعض وسائل الاعلام التي لم تلتزم بالمهنية او خصوصية اهل الخليج، فبثت بينهم بذور الشقاق حتى أوجدت له ارضا خصبة وبمساعدة اللاهثين وراء الاضواء.

نشاهد صباح كل يوم مناورات سياسية واعلامية، علاوة على تدخل دول لم تكن علاقاتها مع بعض دول الخليج بالممتازة ما يعقد سير المصالحة التي يرعاها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه، والتي بوركت من المجتمع الدولي لوقوفه خلف تلك المساعي الخيرة والصادقة والمدركة لعواقب تبعات الخلافات بين الاشقاء.

يجب على أطراف الازمة كافة، استشراف المستقبل والمخاطر التي تحيط بها والاطماع المتنامية من حولها وان تعلم أن لا طريق لها سوى الرجوع الى البيت الخليجي الواحد والاستماع الى صوت الحكمة المتمثل في وساطة الكويت واميرها وشعبها، والتي أتت من منطلق الحرص على وحدة وتماسك الاشقاء، مع البدء بإلزام كل وسائل الاعلام القواعد المهنية التي تضع لحمة أبناء الخليج على رأس أولوياتها.