توفي المفكر البارز علي السمان، رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، مساء الخميس، عن عمر ناهز 88 عاماً بالعاصمة الفرنسية باريس خلال خضوعه للعلاج إثر اصابته بجلطة في المخ قبل ثلاثة شهور.
وقالت القنصلية المصرية إنه جرى الانتهاء من كل إجراءات عودة جثمان الدكتور علي السمان إلى مصر على طائرة «مصر للطيران» ظهر الغد. وستشيع الجنازة الأحد. وتقام مراسم العزاء بمسجد السيدة نفيسة.
ويعتبر الدكتور السمان الأب الروحي للسلام بين الشعوب والثقافات. وتلقت الأوساط السياسية والثقافية في مصر وباريس والعالم العربي نبأ وفاته بأسى وحزن كبيرين. حيث عُرف عن الراحل تواضعه الجم ودماثة خلقه وخفة ظله وابتسامته التي لا تفارق محياه.

كان السمان من كتاب مجلة «المجلة» البارزين. وجدير بالذكر أن آخر مقال كتبه الفقيد لمجلة «المجلة» كان بعنوان «تيران وصنافير حق تاريخي مشروع للسعودية».
وترك المفكر الراحل كتباً ومؤلفات بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية) ودراسات وأبحاثاً ومئات المقالات في قضايا دينية وسياسية. كما شارك في عدد كبير من اللقاءات التلفزيونية والصحافية حول الكثير من الموضوعات.

تخرج علي السمان الذي ولد في مدينة الإسكندرية عام 1929، من كلية الحقوق – جامعة الإسكندرية عام 1953، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام والعلوم السياسية من جامعة جرونوبل – فرنسا 1956، ودرجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية من جامعة باريس 1966.
شغل السمان مناصب عدة خلال مشواره الممتد لأكثر من 60 عاماً، حيث عمل صحافيا بجريدة «La Vie Africaine» الفرنسية عام 1958، وكان المسؤول عن الإعلام الخارجي برئاسة الجمهورية في الفترة من 1972 إلى 1974، ثم مستشاراً للرئيس السادات للإعلام الخارجي من 1972 إلى 1974، ومديراً لمكتب رئيس الوزراء لمشروعات البنية الأساسية من 1979 إلى 1981، وترأس كذلك منطقة غرب أوروبا لاتحاد الإذاعة والتلفزيون ووكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ) إلى عام 1984، وشغل منصب نائب رئيس اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية، ومستشار الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر لشؤون الحوار من 2000 إلى 2006، ورئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من 1996 إلى 2011، وأخيراً شغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام (أديك) أوروبا حتى وفاته.
حصل السمان على ميدالية تقديرية من رئيس أساقفة كانتربري لجهوده المثمرة في خدمة الحوار بين الأديان 2004، وشهادة تقدير من مؤسسة «People to People International» عن إسهاماته القيمة في دفع ودعم الصداقات الدولية وما ينتج عن ذلك من سلام عالمي 2003.