محمد آل سلطان

طوال 20 عاماً مارست قطر عبر خلاياها المندسة والظاهرة أخبث أساليب الخداع والمزايدة على السعودية ونهجها في الداخل والخارج، وينطبق عليها المثل العربي «رمتني بدائها وانسلت»، وعلى سبيل المثال لا الحصر استخدمت قطر وقناتها الجزيرة منذ منتصف التسعينات وأثناء حرب السعودية مع إرهاب القاعدة شعاراً كان يتردد على قناة الجزيرة القطرية وعبر كل خلاياها الإلكترونية..

وهو دعاية «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب»! استخدم هذا الحديث بغض النظر عن سنده ومتنه وسياقه كدعاية أرادت بها قطر الكيد والافتراء على السعودية وهز أمنها وتفتيت وحدتها وشل حركتها الدبلوماسية وإيذائها عبر تسليط كل اللقطاء الذين جمعتهم الدوحة على عداء السعودية من الإخونج والقاعديين والحركيين والمستعربين والقومجيين لترديد هذا الشعار وإغراق وسائل الإعلام بأن «المشركين الأمريكان» هم من يسير حتى حركة الزوار والمعتمرين في الحرمين الشريفين! وعندما رحل الخبراء الأمريكان سريعاً الذين لم تكن لهم قاعدة ولم تربطهم مع الحكومة السعودية اتفاقات دفاعية أصلا ولم يكن وجودهم يتجاوز اتفاقيات التدريب والصيانة ونقل الخبرات في مناحٍ عسكرية واقتصادية عدة مثلها مثل أي دولة في العالم.

وبعد فترة قصيرة تفاجأت جزيرة العرب ذاتها بأن من فتح الباب لهذه الدعاية يعلن عن اتفاقية رسمية لاستضافة وإنشاء أكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية واختفى إلى غير رجعة شعار ودعاية «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» سواء من على لسان جزيرة قطر أو لقطائها !

ولأن قطر أصبحت كلها قواعد أجنبية ولم تعد تمثل خليجها العربي ولا جزيرة العرب فإنه يصح أن نردد بنفس المنطق شعار القاعدة الشهير ونقوله حقيقة وليس زوراً «أخرجوا قطر من «الجزيرة»»! وبذات المنطق نقول للمستعربين في قناة الجزيرة عزمي وفيصل القاسم وغيرهما قطر تستضيف قاعدة أمريكية وأخرى تركية ولتنظيم الحمدين مغامرات لا تحصى مع إسرائيل وقادتها، ولهذا فإن الحل هو «أخرجوا قطر من «الجزيرة»» وللإخونج الذين يبايعون خليفتهم في إسطنبول من الدوحة وهو يلقي أكليل الورد على الجندي المجهول في تل أبيب ويقيم المناورات مع جيشها ويبيع له الأسلحة «أخرجوا قطر من «الجزيرة»»!

وبنفس منطق الحركيين وبقايا السرورية في السعودية الذين ينوحون مع كل فعالية بريئة لهيئة الترفيه، قطر ستستضيف كأس العالم بعد سنوات وسيأتي المشركون هذه المرة وهم عراة وبأيديهم زجاجات «الجعة» المثلجة اتقاء حرارة الصيف اللاهب وسيعيثون بالمنكرات في الدوحة وشوارعها وفنادقها.. ولهذا عليكم أن تقولوا عندها: ««أخرجوا قطر من «الجزيرة»» !

كما لا تنسوا مرة أخرى أنتم وغيركم من لقطاء الدوحة أن الأخيرة تدعو إلى تدويل وتسييس الحج وأصبحت مثل خميني وخامنئي تمنع حجاجها من الذهاب إلى مكة ولا تريد أن ترسل طائرتي آيرباص لتحملهم جميعاً وتقلهم للمشاعر المقدسة، بينما هي تستأجر عشرات الطائرات لشحن الأبقار من أصقاع الدنيا إليها! ولهذا حري بنا أن نقول «أخرجوا قطر من «الجزيرة»»!

نعم أخرجوها كما أجلت القبيلة العربية الأصيلة الغفران من بني مرة من أرضهم ومراعيهم التي يقيمون فيها منذ آلاف السنين واستبدلهم بجنسيات إسرائيلية في مأساة إنسانية سكت عنها الجميع، ثم هجرت السوريين المدنيين الضعفاء من قراهم لصالح الميليشيات الشيعية! ثم عاثت في اليمن العربي الأصيل ودعمت ميليشيات الحوثي الإيرانية بالمال القطري، وها هي الآن تظهر موقفها المخاتل والخائن في عاصفة الحزم! نعم مرة أخرى «أخرجوا قطر من «الجزيرة»»، فقد تآمرت على العرب وعلى قادتهم ولم تبق للخيانة صفحة إلا وقد ملأتها بتاريخ أسود سواد مصيرها المنتظر!