منيرة الهديب 

طالب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، المجتمع والمنظمات الدولية بزيادة الضغط على الميليشيات وإلزامها تطبيق القرارات الأممية، لإحلال السلام في اليمن، مشككاً في مدى إمكان تحقيق خطة السلام التي عرضها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أهدافَها في ظل رفض الحوثيين وعلي صالح كل جهود السلام الدولية.

وقال المخلافي لـ «الحياة» أن جولة المبعوث الأممي بدأت في مسقط لمحاولة الضغط على الميليشيات وإلزامها الاستجابة للجهود الدولية، مشدداً على دعم الحكومة الشرعية تحركات السلام. وأضاف: «ندعم المبعوث الأممي في كل تحركاته من أجل تطبيق القرارات الأممية والسلام وفقاً للمرجعيات الثلاث المحدِّدة إياها»، لافتاً إلى تأييد الحكومة اليمنية مبادرة المبعوث الأممي الأخيرة التي أيدها مجلس الأمن في بيانه الرئاسي الخاص بالحديدة والإيرادات والمرتبات.

وقال المخلافي: «وعود إسماعيل ولد الشيخ ومبادراته تصطدم بعقبة أساسية، وهي رفض الميليشيات كل المقترحات الأممية»، مضيفاً: «يبذل إسماعيل جهوداً من خلال الجولات الأخيرة التي قام بها إلى الجامعة العربية ومصر، والتي سبقتها زيارة إلى المملكة العربية السعودية ولقاء مع نائب الملك ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، والدعم الذي وجده من المملكة لإحلال السلام في اليمن، كما أنه يزور حالياً سلطنة عُمان للغرض ذاته، ولتقوم السلطنة بدور في حض الميليشيات على الاستجابة للمبادرة الأخيرة، كما سيعاود زيارة الرياض خلال الأيام المقبلة للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلا أن كل هذه الجهود يعترضها عدم رغبة الحوثيين في السلام».

ولفت نائب رئيس الوزراء اليمني إلى أن تفاؤل الحكومة في مدى إمكان تحقيق السلام أصبح يضعف يومياً، «بسبب تعنت الميليشيات، وعدم ممارسة المجتمع الدولي حتى الآن الضغط الكافي عليهم، إذ وافقت الحكومة الشرعية على خطة ولد الشيخ الأممية، كما وافق عليها مجلس الأمن وأيدها في قرارات أممية، ووجدت دعماً من قيادة التحالف العربي وعدد من الدول العربية، وفي المقابل لم تُبذل الجهود الكافية من أجل تحميل الانقلابيين مسؤولية إفشال السلام».

وأشار إلى أن اليمن يعاني أوضاعاً صعبة في مختلف الجوانب، بخاصة الجانب الإنساني، وانتشار وباء الكوليرا، محملاً الميليشيات مسؤولية ذلك، وكذا استمرار الحرب وعدم الاستجابة لأي من المقترحات الأممية، وقال: «في المقابل، لا نجد الأصوات ترتفع بالمقدار الكافي لتحميل الميليشيات هذه المسؤولية».

وقال: «يأمل المبعوث الأممي، كما تأمل الحكومة الشرعية من الأشقاء في مسقط، بحكم استمرار تواصلهم مع الحوثيين، بأن تقوم بدور في الضغط عليهم وإلزامهم الاستجابة للجهود الدولية والمقررات الدولية وخطة ولد الشيخ المقرة من مجلس الأمن»، مؤكداً أنه ما زال لدى الحكومة الشرعية اعتقاد بأن الأشقاء في عُمان قادرون على أن يقوموا بهذا الدور، «وجولة المبعوث الأممي جاءت لهذا الغرض، للالتزام بخطته الأخيرة».

ميدانياً، لقي ما لا يقل عن 31 عنصراً من الميليشيات مصرعهم، وأصيب أكثر من 40 آخرين في المعارك مع قوات الجيش خلال اليومين الماضيين في محافظة حجة.

وتمكنت قوات الجيش، بإسناد من مقاتلات الجو التابعة لتحالف دعم الشرعية، من السيطرة وقطع خطوط الإمداد بين مديريتي حرض وميدي المتجاورتين في حجة، وباتت تحاصر الميليشيات الانقلابية من جميع الجهات في مدينة ميدي الساحلية.

ووفق مصادر عسكرية، شنت مقاتلات التحالف خلال اليومين الماضيين، أكثر من 20 غارة جوية، استهدفت تعزيزات وآليات عسكرية كانت في طريقها إلى الميليشيات في جبهتي حرض وميدي، كما استهدفت مخازن أسلحة ومدافع ثقيلة وتجمعات للميليشيات في منطقه الكدف جنوب ميدي، ومنطقة الحجاورة والمجبر في مديرية حرض.

ولقي عشرة من عناصر الميليشيات مصرعهم الجمعة في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع تجمعاتهم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.