إقبال الأحمد

من يحب بلداً آخر أكثر من بلادنا.. ومن ينتمي هواه إلى مكان غير بلادنا.. ومن يفضل العيش ويتغنى بجمال الحياة في مكان غير بلادنا.. نقول له أنا ومن يتفق معي: اخرجوا من بلادنا.
فليخرج كل من له هوى لأرض غير أرضنا، ومن يقدم مصلحة بلد أو وطن على مصلحة بلادنا ووطننا.. نقول له رافقتك السلامة، وسنودعك كلنا على جميع منافذ بلادنا، وسندعو لك بالتوفيق وهناء العيش حيث تحب وترغب.

لأننا نريد بلادنا آمنة مستقرة، ولأننا نريد لأبنائنا وأحفادنا أن يعيشوا ويحيوا حياة لا تتخللها فزعات الرعب والخوف منكم ومن نواياكم.. نقول لكم كلكم: اخرجوا من بلادنا.
ولأننا لا نريدكم أن تعكروا حياتنا وتعبثوا بمستقبل أبنائنا وأحفادنا، بعد أن اخترتم رغد الحياة بالكويت لسهولتها وراحتها.. وآثرتم في نفس الوقت أن تنفذوا نوايا غيركم الخسيسة في بلادنا من خلال تمزيق أمننا واستقرارنا والعبث بوحدتنا وتناغم العيش بيننا.. نقول لكم كلكم: اخرجوا كلكم من بلادنا.
بغض النظر عمن تحبون وتجلون.. والجهة التي تؤمنون بفكرها وقدمتم الولاء لها.. من العرب كانت أو من العجم.. من الشرق أو الغرب.. فأنتم كلكم خائنون ولا تستحقون أن تعيشوا على أرضنا.. أنتم كلكم نقول لكم: اخرجوا من بلادنا.
اتركوا لنا بلادنا آمنة مستقرة.. فنحن نحبها هي.. ولا نقدم أياً كان على حبها والولاء لها.. ولن نرضى لها بديلاً في قلوبنا.. فبقلوبنا لها حجرة واحدة تمتد من أقصاها إلى أقصاها.. حجرة واحدة تتربع الكويت عليها بحروفها الأربعة الكاف والواو والياء والتاء.. ولا حرف آخر غيرها.
اخرجوا كلكم.. يا من أزّمتم كل شيء حولنا وآثرتم الفزع والقلق والخوف في قلوبنا.. إن كان ذلك بنواياكم الانقلابية ومحادثاتكم التخطيطية.. أو بأسلحتكم التي دفنتموها بأرضنا أو برغباتكم في تغيير رموزنا الآمنة بحسب أهوائكم ونواياكم.. فكلكم ينوي السوء لبلادنا.. لأن نهاية نواياكم كلكم واحدة.. وإن اختلفت أدواتكم وانتماءاتكم..
لا بلد لنا سوى الكويت، ولا حب لنا إلا للكويت، ولا ولاء عندنا سوى للكويت.. لا يهمنا من يحدنا شمالاً أو شرقاً أو غرباً أو حتى جنوباً أو عبر البحار والمحيطات.. ما يهمنا هو من يتوسط قلبنا.. ومن يتربع على عرش هذا القلب.. إنها الكويت.
اخرجوا كلكم يا من شتتم ولاءنا وبعثرتم انتماءاتنا.. يا من زرعتم قنبلة في حقل يملأه الورد والرياحين.. لتحولوا رائحة هذا الحقل الفواحة إلى سموم تسقطنا الواحد تلو الآخر كلنا.. كلنا بغض النظر عن كل هذه الولاءات والانتماءات.
اخرجوا كلكم من بلادنا، فهذه الأرض، ومن خلالنا كلنا، لا تستحق أن يدنسها مواطنون مثلكم قدموا ولاءات سياسية أو دينية أو قبلية أو مذهبية على حبهم وولائهم لها.
إني والله وكما كنت أتخيل في أيام الاحتلال العراقي البغيض لأرضنا.. لاسمع أنين وآهات ألم كل حبة تراب يدوس عليها حذاء جندي عراقي.. أتخيل ذلك اليوم من أقدامكم كلكم.. لذلك نقول لكم كلكم: اخرجوا من بلادنا.
من لا يحب هذه الأرض ولا يشعر بالانتماء لها لأي سبب لا يستحق أن يعيش عليها.. اخرجوا كلكم من دون استثناء من بلادنا، واتركوها لنا ننعم بأمنها واستقرارها وحبها وعشقها، لأنها لا تستحق منا إلا الحب والعشق ولا شيء غير ذلك.
هل فهمتم؟
* * *
هل هي مصادفة أن تمر ذكري الغزو الـ27 وقد طفا على سطح وحدتنا مستنقع طائفي بغيض.. كان غائباً عنا تماماً خلال الاحتلال العراقي البغيض لجوهرتنا.. هل هو ناقوس يدق ليذكرنا بأننا قد نفقد هذه الجوهرة مرة أخرى وبلمح البصر.. إذا ما نسينا أو تناسينا لحمتنا في تلك الفترة المؤلمة؟ نعم إنه ناقوس يدق في عالم نسياننا لأهمية وطننا.. وأمننا واماننا.. فلنصح كلنا.