أبها

قال معهد Brookings الأميركي، في تقرير له، إن عددا من المسؤولين الأميركيين بينهم الرئيس دونالد ترمب، طالبوا الجيش الأميركي بأن يدرس تقليل وجوده العسكري في قطر، مشيرا إلى أنه رغم أهمية هذه الخطوة إلا أنها غير مناسبة في الوقت الحالي، نظرًا لوجود مخاطر استراتيجية وتشغيلية ومالية، ولكن هنالك أسباب أخرى لإعادة التفكير بخصوص الموقف العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وذلك بسبب التحديات مع إيران، والتنافس مع روسيا والصين، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى السياسة المحلية، وواقع الميزانية الأميركية. 
وأضاف التقرير، أن الأزمة القطرية غير مرجحة للزوال قريبا، مبينا أنها غير مفيدة لعدة أسباب، من بينها إعاقة الجهود الرامية لمواجهة تنظيم داعش وإيران. ونقل التقرير عن القيادة المركزية الأميركية قولها إن هذه الأزمة تضعف قدرتها على وضع الخطط بعيدة المدى، وعلى جميع المستويات السياسية، كما أنها قد تقلص وجود الجيش الأميركي في قطر، بما يشكك في أبعاد القوة الأميركية في أرجاء الشرق الأوسط.

إمكانات قاعدة العديد


تطرق التقرير إلى الوجود العسكري في قطر والمتمركز في قاعدة العديد الجوية، والتي تعتبر أضخم قاعدة عسكرية في المنطقة، مبينا أنه تم بناء هذه القاعدة في التسعينات بتكلفة مليار دولار من قطر، فيما تم توسيعها وتحسينها بـ 450 مليون دولار من صندوق تمويل المنشآت العسكرية الأميركية منذ عام 2003. 
وأضاف التقرير أن قاعدة العديد تحتضن حوالي 10000 من الأفراد العسكريين الأميركيين، وتعتبر أطول مدرج في الخليج، كما أنها تدعم المقر الأمامي للقيادة المركزية الأميركية، وهو مركز العمليات الجوية «Air and Space Operations Center»، و يحتوي على ممثلين قادمين من حوالي 20 دولة، كذلك فهي مقر مجموعة «379th Air Expeditionary Wing» التابعة للقوات الجوية.
وأشار التقرير إلى أن قطر تستضيف كذلك قاعدة السيلية العسكرية، والتي فيها يحتفظ الجيش الأميركي بكميات كبيرة من الدروع والأسلحة.

صعوبات مالية وتشغيلية
حسب تقرير بروكنجز، فإن نقل القوات من قاعدة العديد إلى مناطق إقليمية جديدة أو إلى الولايات المتحدة سيكون أمرًا صعبًا، وذلك لأسباب تشغيلية تتعلق بعدم إمكانية الوصول إلى قاعدة العديد سيتسبب في إعاقة شديدة للقيادة والمراقبة والتنسيق للعمليات الجوية ضد داعش، وكذلك لأسباب مالية مرتبة بتوفير المال لاستبدال في وقت تعاني ميزانية الدفاع «البنتاجون» من الكثير من المطالب.

توزيع القوات 
وأشار التقرير إلى فوائد توزيع الموقف العسكري الأميركي الحالي، من بينها أنه يقلل من اعتماد الولايات المتحدة على دولة واحدة، وذلك لأن التوترات السياسية قد تؤثر على العلاقات العسكرية، مبينا أن توزيع القوات العسكرية في أرجاء سبع دول على الأقل في الشرق الأوسط وأكثر من 10 قواعد في آسيا، يوضح لدول مثل إيران والصين أنهم يواجهون أعداء يفوقونهم عددًا مكونين من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الوجود العسكري الموزع يعطي فرصة للتحالفات ويعزز من الردع والطمأنينة.