مشاري الشلهوب

علينا ألا ننحدر بأقلامنا لأسلوب الابتزاز الذي انتهجته قطر إبان احتلال الكويت، لأن هذه ليست من أخلاقنا، ولا من قيمنا التي تربينا عليها، وسار عليها حكامنا، وقادتنا.

قرأت مقال الكاتب عبدالرحمن الراشد المنشور بتاريخ 6 أغسطس 2017 في جريدة الشرق الأوسط بعنوان «الكويت والسعودية بين أزمتين»، فساءني ما ذكرهُ فيه رغم أن كتاباته تعجبني، وأسلوبه يروق لي، وسيرته الحسنة لا يشكك فيها إلا حاقد، وأنا على يقين بأن الكاتب لم يذكر ما ذكره عن سوء نية، ولكن حمله حب وطنه، على ذلك. 

يجب أولاً أن أبين موقفي تجاه قطر قبل أن أبدأ في بيان موقفي فيما ذكر. 

موقفي تجاه قطر واضح، فهي من بدأت العداء، وهي من تريد تفريق مجلس التعاون الخليجي، وهي من تريد تهديد أمن المنطقة بأكملها بسياساتها التي تنتهجها، وتتبناها منذُ سنين، وما تم اتخاذه من إجراءات ضدها من الدول المقاطعة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لهو أبسط الحقوق، وعين العقل، والحكمة. 

بعد أن بينت موقفي تجاه قطر، سأبين موقفي مما ذكر، فمن حقي أن أستخدم قلمي للدفاع عن وحدة مجلس التعاون الخليجي، والدفاع عن الشقيقة الكويت لعلي أنال شرف الاقتداء بالملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وإن كنت مدافعاً عنها بالحبر والورق، فقد دافعت المملكة العربية السعودية، والدول المقاطعة عنها بالمال والدم. 

إن كان بوسع الملك فهد، رحمه الله، أن يساوم قادة مجلس التعاون الخليجي عقب الغزو العراقي الغاشم كما ذكر الكاتب، ولكنه لم يفعل، فكيف لنا الآن أن نساوم الكويت بأقلامنا.! وإن كان الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، خاطر باستقرار بلاده لتحرير الكويت كما ذكر الكاتب، فكيف لنا أن نخاطر بوحدة صفنا، وتلاحمنا، بما نكتب بأقلامنا! 

وإن كان الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، وقف وقفة وفاء تعجز النفوس الشريفة أن توفيه حقها عندما قال مقولته الشهيرة التي سيخلدها التاريخ، بل خلدها «ياتبقى الكويت والسعودية ياتنتهي الكويت والسعودية»، فكيف لنا أن نذهب بالكويت والسعودية، ونوقع بينهما بأقلامنا.! 

أما ما ذكره الكاتب عن وجود أصوات كويتية متحاملة من البعض تؤيد قطر، بدل أن تستنكر أفعالها التي تستهدف أمن ووحدة الدول الأربعة، فهذه الأصوات لا تمثل إلا نفسها، ولا يمكن أن تنسب هذه الأصوات لموقف الكويت، خصوصاً أنها أعلنت مراراً وتكراراً على لسان أميرها موقفها المحايد، ودعمها جهود احتواء الأزمة. 

وإن كنا نريد أن ننصحهم محبةً وحرصاً، بأن يفتحوا عيونهم وعقولهم ويوازنوا بين مصالحهم المستقبلية، الأعظم أهمية، مع وعود حكومة قطر اليوم وإغراءاتها الزائلة كما ذكر الكاتب، فعلينا ألا ننحدر بأقلامنا لأسلوب الابتزاز الذي انتهجته قطر إبان احتلال الكويت، عندما ساومت دول الخليج بأن لا تتم مناقشة تحرير الكويت إلا بعد حصول بلادهم على اعتراف منهم بحقها في جزر حوار، لأن هذه ليست من أخلاقنا، ولا من قيمنا التي تربينا عليها، وسار عليها حكامنا، وقادتنا.