قينان الغامدي

«تنظيم الحمدين» معترف سلفا بأمور ينكرها الآن، ويتبرأ منها، بل ويطالب أنصاره والمخدوعين به بإثباتات فعلية، موثقة عليها!. 
هذه الأمور معروفة، ومعلنة، ومعترف بها على لسانَي «الحمدين» ذاتهما، وليس مجرد اتهام مني أو من غيري، أو مجرد قراءة سياسية لتحرك التنظيم في مختلف الدول المرزوءة بتدخله، وهي دول تتحدث الآن عن حجم المؤامرات التي حاكها «تنظيم الحمدين!» بمال قطر ومرتزقة وشذاذ العرب والعجم هنا وهناك، ممن انتسبوا قناعة أو خدعة وتضليلا إلى تنظيم الإخوان المسلمين، أو التنظيم السروري، والأخير أخطر وأشد احتيالا وخداعا وإجراما!. 
«تنظيم الحمدين!» معترف سرا، خلال المكالمات المسربة الموثقة، وفي ضوء حوارات الحمدين التلفازية، وباللغتين العربية والإنجليزية، بما يلي: 
أولا: أن التنظيم استقطب القرضاوي وجنّسه ودعمه، ومعه رموز من تنظيم الإخوان، لاستخدامهم سياسيا متى دعت الحاجة إلى ذلك، ومثل ذلك فعل مع التنظيم السروري!، ليكونا في خدمته متى احتاج التنظيم الحمدي إلى تنفيذ خطة، أو تحقيق هدف يتطلب الإقناع بسلاح الدين، وقد تجلى ذلك فيما سمي «ثورات الربيع العربي»، إذ تسيد خطاب السرورية والإخوان الديني «المزور على الدين والأخلاق!» بقيادة القرضاوي وأمثاله من الرموز السرورية السعودية خاصة، ومن الذين اختطفوا قيادة الناس في ميدان التحرير، بعد أن اطمأنوا أن الرئيس الأسبق «حسني مبارك» تنازل عن الحكم وغادر الكرسي الذي وضعوا فوقه فيما بعد مرسي، بدعم مادي ومعنوي من «تنظيم الحمدين!»، وببذخ في الإنفاق لا نظير له!. وقد تم استقطاب التنظيم السروري بالمال والتجنيس، مثلما تم مع تنظيم الإخوان، وبنى التنظيم الحمدي للخداع جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة، فأصبح رموز التنظيم السروري -خاصة من المملكة- من الزوار المنتظمين للدوحة، والمشيدين بتنظيم الحمدين، وتبجيله، لدرجة أن مشاريع سعودية تم إطلاقها في احتفالات مسجلة من جامع الإمام في الدوحة، بينما كان من الأفضل إطلاقها من أحد الحرمين الشريفين!، لكن كان وما زال واضحا أن خدمة تطلعات وطموح التنظيم الحمدي في إسقاط النظام السعودي وتقسيم السعودية، هو هدف مشترك بين التنظيمين «الحمدي، والسروري!» وكل منهما يظن أنه يستغل الآخر، لكن بلا شك أن التنظيم الحمدي هو البنك الذي يحتاجه كل تنظيم مجرم في أي بلد، خاصة في السعودية!. 
و«تنظيم الحمدين!» لم يكن يدعم تنظيم الإخوان في الساحة المصرية فقط، بل دعم «حزب صباحي» و«حزب البرادعي»، وغيرهما، أي أن التنظيم يدعم كل المتناقضات، بهدف واضح أمامه، وهو ضمان أن من يفوز في اللعبة المرتبة يكون ولاؤه لتنظيم الحمدين، وهكذا فعل التنظيم في تونس ابتداء، ثم في اليمن والعراق وسورية وليبيا، وهذه سياسة ما زال «الغلبان - تميم، وحكومته!» ينفذانها حتى الآن وغدا، وأقول «الغلبان!» لأنه فعلا كذلك، فهو يعرف أن التنظيم متوغل في كل مفاصل الدولة، ويستطيع أن يزيحه بسرعة البرق، ولذلك فإن «الغلبان تميم!» يتلقى تعليمات التنظيم وينفذها دون نقاش، ولا تسويف، لأن «تميم المجد!!!» يعرف مصيره لو ناقش أو راوغ!!!. 
ثانيا: أن التنظيم جاء بقناة الجزيرة ليوظفها ضد كل دولة يرغب في الإساءة إليها، ودعك مما فعلته القناة مع ما سمي بالربيع العربي، لكن حاول أن تتذكر -واليوتيوب يسعفك- كيف كانت وما زالت القناة تسيء إلى المملكة العربية السعودية كذبا، وتوظيفا لكذب، أو تحويرا وتزويرا لوقائع، أو استضافة مرتزقة عرب من مواقع لجوئهم شرقا وغربا ليسيئوا إلى المملكة وغيرها من الدول العربية التي يرغب التنظيم في تشويهها والإساءة إلى نظامها وكيانها، وأتذكر أنني حذرت من هذه القناة منذ عام 2006 في هذه الصحيفة، ثم أعدت التحذير عام 2013 في صحيفة الشرق، وقلت إن تنظيم الحمدين يستطيع بماله إخراج عشرة سروريين يتظاهرون في كل محافظة من المئة وثماني عشرة محافظة سعودية، بماله وولائهم له، وباقي الفوضى ستتولاها قناة الجزيرة!، ومنذ أسابيع قليلة جدا جاء الدليل الأكيد على كلامي، فقد تسربت مكالمات الإعلامي والإخواني الكذاب أحمد منصور، وهو يوجه مكتب القناة في القاهرة إلى طريقة الرشاوى لتسيير المظاهرات في مصر!، وأصبح المصريون يعرفون ذلك منذ زمن!، وينكتون بأن المظاهرات في شاشة الجزيرة فقط، وليس لها وجود في أرض مصر مطلقا!.
ثالثا: أن «تنظيم الحمدين!» كان ومازال يستهدف بمؤمراته ومؤتمراته المملكة العربية السعودية، ويعمل على إسقاط نظامها وتقسيمها، لدرجة أنه حدد الزمن الذي سيسقط فيه حكم آل سعود، على اختلاف بين الحمدين، فحمد الكبير قال: تسع سنوات!، وحمد الصغير قال: اثنتي عشرة سنة!، ولست أدري -حين تسربت مكالمات إدانتهما بالجرم- بأي وجه، وبأي لغة، اعتذرا عن هذا التآمر القميء على السعودية، ثم كيف قبلت السعودية العذر، وتسامحت، واستمرت تمد حبال الأمل، في إصلاح تنظيم فاسد في نفسه، مفسد لكل جميل عند غيره، مستغلٍ لكل موقف ليوظفه لأهدافه الدنيئة، وتنفيذ مؤامراته القميئة!، إنه لأمر محير فعلا! اعتذارا وقبولا!. 
رابعا: العلاقات مع أعداء دول الخليج والدول العربية كافة، ولن أتحدث عن العلاقة الوطيدة «لتنظيم الحمدين!» مع إسرائيل وإيران، فهي علاقات معلنة ووثيقة ومستمرة، ولكن سأشير إلى اعتراف التنظيم بأنه نجح في خداع أميركا، وأقنعها أن الخيار الإستراتيجي لمصالحها وحل قضية فلسطين، هو تنظيم الإخوان المسلمين، لأنه تنظيم «براجماتي!» ولن يمانع في بيع سيناء المصرية أو غيرها لإقامة دولة للفلسطينيين، وتذهب كل أرض فلسطين لإسرائيل!. 
وقد حدث، ودعمت أميركا «أوباما» تنظيم الإخوان حتى وصل مرسي إلى مقعد الحكم، ولو لم يقطع الجيش المصري الطريق لكانت سيناء دولة «حماس!» المستقلة!
«تنظيم الحمدين!» ينكر الآن هذه الأمور الأربعة، ويطالب التنظيم وأنصاره من السروريين والإخوان بإثباتات على هذه الاتهامات، وأنا أقول: راجعوا «يوتيوب» و«غوغل» فعندهما الخبر اليقين عن اعترافات تنظيم الحمدين بما ذكرت وما هو أفظع، وبأدلته وشواهده!. 
بقي أن أوضح أنني لم أذكر أدلة تآمر تنظيم الحمدين على البحرين والكويت والإمارات، مع أن بعض أدلة التآمر أعلنت موثقة، أقول لم أذكر هذه الدول الشقيقة لأن أي مكروه يصيب إحداها لن تسمح السعودية باستمراره، فالسعودية مثلما حررت الكويت بجاهها وثقلها وعلاقاتها ثم مالها، لن تتأخر عن رفع الضيم عن أي دولة أخرى في الخليج العربي!. 
لقد ذكرت وركزت على استهداف تنظيم الحمدين للسعودية، لأنها قوة الحضور والصد العظمى في الخليج والمنطقة العربية، ولأنها راعية وخادمة الحرمين الشريفين، ولأنها.... و...... ولأنها دولة آل سعود! 
واجتثاث أسرة آل سعود هدف إستراتيجي لتنظيم الحمدين، والشواهد والأدلة لا تحصى، ومنها النزر اليسير في هذا المقال، وما لم يعلن أعظم وأخطر!.