أحمد عبدالحكم

الاهمال والاتكالية وسوء التقدير وعدم الحيطة والحذر ، كلها ظواهر اخطر من الارهاب ، اذا كنا منذ سنوات قد ابتلينا بآفة خطيرة تحاول القضاء علي هذا الوطن ، وتمحوه من علي الخريطة وهي الارهاب ، فان الكسل والهروب من المسؤلية والقاء التهم علي الاخرين ، كلها اخطر من الارهاب ، حادث قطاري الاسكندرية نموذج للعشوائية والفساد المستشري في عدد من اجهزة الدولة ، مرارا وتكرارا كانت السكة الحديد مصدر قلق وتربة خصبة لحوادث متوقعة في اي لحظة ، كم من وزير تمت اقالته بسبب حوادث القطارات ؟ وكم من رئيس لهيئة السكك الحديدية تمت احالته للمحاكمة ؟ وكم من المليارات التي انفقتها الدولة وما زالت تنفقها علي هذا المرفق لاصلاحه ؟ لكن تاتي لحظة الحقيقة لتكشف حجم الاهتراء والفساد المتغلغل في هذا المرفق الحيوي ، وزيف الشعارات التي يرفعها مسؤلوه بان كل شيء تمام ، الي متي سنظل في هذه الدوامة من خيبة الامل والاحباط ، التي نصحو فيها علي كارثة انسانية بحجم حادث الاسكندرية ، ماذنب هؤلاء الابرياء ليسددوا بارواحهم فاتورة فساد مسؤلين كبار وموظفين صغار ، وعمال لا يدركون حساسية المواقع التي يديرونها ويعملون فيها ، مع الاهمال توقع كارثة كل لحظة ، وفي ظل الفساد انتظر فضيحة كل دقيقة ، في دولة تسعي جاهدة للخروج من دوامة الازمات والانتقال الي صفوف الكبار ، علي كل مسؤل ان يفيق لمهمته ويدرك حجم ما نحن فيه من تحد ، وان ينتبه للمتربصين الذين يحتفلون عندما تفشل ، ويلطمون الخدود حينما تحقق النجاح ، المهملون والفاسدون اشد خطرا من الارهابيين .