وصل وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، أمس، إلى بغداد في زيارة رسمية، والتقى خلالها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري. وفيما شدد العبادي، أثناء استقباله الوزير البحريني، على أهمية التكامل الإقليمي وتعزيز مصالح شعوب المنطقة، أكد آل خليفة، رغبة بلاده في توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين البلدين.

ولفت انتباه المراقبين أن الوزير البحريني ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري لم يعقدا مؤتمراً صحافياً في ختام لقائهما.

وتأتي الزيارة وسط انفتاح عربي غير مسبوق على العراق. وقد شهدت العلاقات العراقية - البحرينية بعض التوتر على خلفية تصريحات أدلى بها مسؤولون عراقيون عقب أحكام صدرت بحق مدانين بحرينيين. وكان مصدر في وزارة الداخلية أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن العراق ينوي تسليم البحرين عناصر مطلوبة إلى القضاء.

وبحث العبادي مع الوزير البحريني تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، والأوضاع في المنطقة ومحاربة الإرهاب، بحسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء. وأشار البيان إلى أن العبادي أكد «أهمية التكامل الإقليمي وتضافر جهود جميع دول المنطقة والعالم للتصدي لإرهاب (داعش) وتعزيز مصالح شعوب المنطقة». ودعا العبادي إلى «الوقوف بوجه الاستقطاب الطائفي الذي يخدم الإرهاب».

وذكر البيان، أن الوزير البحريني قدّم باسم حكومة وشعب البحرين التهنئة إلى العبادي بتحرير الموصل والانتصارات المتحققة على عصابات «داعش» الإرهابية ووقوف البحرين مع العراق في حربه ضد الإرهاب، مؤكداً الرغبة بتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين البلدين.

كما استقبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في قصر السلام ببغداد، وزير الخارجية البحريني. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أن الرئيس معصوم رحب في مستهل اللقاء بالزيارة التي تأتي ضمن سلسلة زيارات لمسؤولين عرب إلى العراق، وبحسب البيان، فإن معصوم أكد «عمق العلاقات والوشائج الأخوية بين العراق والبحرين وضرورة اعتماد العمل المشترك البناء لتمتينها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، والسياحة بكل أنواعها». كذلك جدد «رغبة العراق في تطوير علاقات التعاون مع مملكة البحرين الشقيقة وباقي دول الخليج والعالم والمبنية على أساس المصالح المشتركة تحقيقاً لتطلعات شعوب المنطقة بالاستقرار والتقدم والرفاه».

وأشار البيان إلى أن الوزير البحريني أكد للرئيس معصوم أن بلاده تتطلع إلى «تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع رقعة التعاون بين البلدين الشقيقين من خلال اللجنة المشتركة، وأن زيارته ستفتح آفاقاً جديدة للتواصل والعمل المشترك».

من جهتها، شددت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي على أهمية زيارة الوزير البحريني، معتبراً أنها «تؤكد انفتاح المحيط العربي على العراق». وقال عضو اللجنة حسن خضير الشويرد لـ«الشرق الأوسط»، إن «العراق بلد مؤسس للجامعة العربية، ولا يمكن له الانسلاخ عن جلده العروبي، وزيارة الوزير البحريني مهمة جداً، وأظن أنها تأتي في سياق ردم الفجوة الكبيرة التي تعرضت لها علاقات العراق مع أشقائه العرب». واعتبر الشويرد أن «عودة العراق إلى حاضنته العربية تفضي إلى ديمومة وتكامل سياسي واقتصادي بين الإخوة الأشقاء، كما أنها تؤدي إلى خلق توازن إقليمي يصب في صالح شعوب المنطقة عموماً»، وبرأيه، فإن «التكامل السياسي والاقتصادي والأمني يخدم الجميع، ولعل الزيارات العربية الأخيرة إلى العراق تصب في هذا الاتجاه».

وتسير علاقات العراق بمحيطه العربي بوتيرة متصاعدة خلال الأشهر الأخيرة، وتسعى الحكومة العراقية إلى تمتين علاقة العراق بالدول العربية والخليجية على وجه الخصوص.