سعيد السريحي

يتوهم اليهود أن الله سوف يجمعهم جميعا في هيكل سليمان، ولأنهم يعرفون أن الهيكل لا يتسع لهم إذا كثر عددهم يحرصون على أن يبقى عدد اليهود محدودا، ولذلك هي ديانة غير تبشيرية، كما أن كهنتهم لا يعترفون بيهودية أحد إلا إذا كانت أمه يهودية حتى وإن كان أبوه يهوديا، لذلك شاع بين اليهود مثل يقول «قليلا قليلا لكي يتسع لكم الهيكل».

وشتان بين هذا الوهم اليهودي وما من الله علينا به من الإسلام، الذي تؤكد لنا آيات كتابه السماوي وأحاديث نبيه الكريم بأن رحمة الله وسعت كل شيء وأن رحمته سبقت عذابه، الإسلام الذي يتبادل أهله السلام ما داموا أحياء فإذا طواهم الموت سأل الله المتأخر منهم لمن تقدم الرحمة وأن يشمله الله بمغفرته وأن يسكنه فسيح جناته.

ورغم ذلك فقد ابتليت حياتنا برجال يضيقون من رحمة الله واسعا، ولا يجدون حرجا أن يطيروا فرحا بموت هذا الرجل أو ذاك فيسعون إلى محاولة سد منافذ الجنة عليه، مؤكدين عدم جواز الدعاء له بالرحمة رغم أنهم يعرفون أنه مات على الإسلام ويعرفون أنهم أعجز من أن يشقوا عن قلبه ويحكموا على صحة معتقده.

من هؤلاء الذين لا تخرج آراؤهم عن المثل اليهودي «قليلا قليلا لكي يتسع لكم الهيكل» أولئك الذي كشروا عن أنيابهم وحقدهم، مفتين بعدم جواز طلب الرحمة للفنان الكويتي حسين عبد الرضا رحمه الله، واصفينه بالرافضي الشيعي دون أن يرف لهم جفن أو يخشع لهم قلب، وقبل ذلك أنكروا الترحم على طلال مداح وعبد الرحمن الوابلي وغيرهم كثير رحمهم الله جميعا.

هؤلاء الذين يحملون قلوبا داعشية يخفونها خوفا مما آل إليه أمر الدواعش ومن يماثلهم من الجماعات الإرهابية التكفيرية يجدون في وفاة بعض الأعلام فرصة ملائمة ينفسون بها عما يجول في أنفسهم من حقد، لا على الأعلام الذين رحلوا بل على المجتمع كله.