عمر البدوي 

يبحث مهرجان الكوميديا الدولي الثالث الذي أقيم أخيراً على «مسرح المفتاحة» في مدينة أبها عن موطئ قدم ومكانة بين المهرجانات الدولية، رغبةً منه في السفر بالهوية السعودية إلى الفضاءات العالمية عبر فنون الكوميديا التي تجد شعبية في المجتمع السعودي.

وشاركت في المهرجان نخبة من صناع الكوميديا السعودية والخليجية والعربية ونجومها، على أمل أن يصبح نواة لمهرجان كوميدي سنوي، فضلاً عن تشجيع التعاون بين النجوم العرب، وصقل وتشجيع المواهب الشبابية، وهي الأهداف التي تصب جميعاً في إطار تحقيق الرؤية المستقبلية 2030 للمملكة العربية السعودية على المديين القريب والبعيد.

وشهد المهرجان الذي استمر أسبوعاً، توزيع جوائز في مجالات عدة، منها: أفضل مسلسل كوميدي، أفضل فيلم كوميدي، أفضل ممثل كوميدي. وشهد تكريم عدد من النجوم الذي حضروا المهرجان، من بينهم عبدالمحسن النمر، وعبدالخالق الغانم، ومحمد المنصور، وزهرة عرفات.

وتجاوز الحضور المهرجان الذي تزامن مع تسمية أبها عاصمة السياحة العربية 2017 الـ10 آلاف مشاهد من الجنسين، فيما استحوذت مسرحية «بايعها» التي عرضت على مدى ثلاثة أيام، وقام ببطولتها فايز المالكي، على نصيب الأسد في كعكة الحضور الجماهيري، وتطرقت إلى الفكر المتطرف وأساليبه في التغرير بالشبان.

وأسف مدير المهرجان ممدوح سالم لتعثر هذا الحدث في السنوات الماضية بسبب الظروف المالية، وقال لـ«الحياة»: «عندما أُسس المهرجان عام ٢٠١٠، كنا نعمل على إنشاء مهرجان ثقافي وإبداعي يتخصص في مجال الكوميديا في العالم العربي بأكمله، وحاولنا أن يكون منوعاً وشاملاً للمنصات المختلفة في التلفزيون والمسرح والسوشال ميديا، وكان التفكير أن يستمر سنوياً ويرتبط بمدينة أبها على غرار مهرجانات المدن في العالم مثل دبي وكان». وأضاف: «واجه المهرجان ظروفاً مالية مع الجهة الرسمية السابقة التي كانت تتولى الإشراف عليه، وتوقف سنوات قبل أن يعود العام الماضي في دورته الثانية، واستمر هذا العام بدورته الثالثة».

وزاد: «نحاول تقديم شيء متجدد ومختلف من عام لآخر، مثل فكرة الجوائز الكوميدية التي لاقت رواجاً كبيراً وتفاعلاً من الجمهور، لأن التصــويت يترك للجمهور بعد ترشيح الفئات والأسماء، كما أن وجود بعض الشخصيات ومشاهير الفن الدرامي والكوميدي يعطي وهجاً مضاعفاً».

وعن النسخة الثالثة قال: «حاولنا التنويع في العروض المسرحية من مدارس مختلفة، فمسرحية «بايعها» لفايز المالكي مثلاً وطنية واجتماعية، وعروض فرقة «الشيّاب» مسرحية موسيقية، إضافة إلى مشاركة فرقة مغربية قدمت عروض ظل مختلفة وإبداعية. مسرحية «كيوت» النسائية هي تجربة مختلفة تقتصر على النساء تقديماً وجمهوراً، وهي محاولة لتناول قضايا تناسب هذه الفئة وتعبر عنها، مثل الرياضة النسائية، وهي فرصة لتفعيل دور المسرح كمنصة تعرض قضايا المجتمع».

وعن مستقبل المهرجان، أكد أن «توجه المملكة من خلال ٢٠٣٠ لتطوير جوانب الترفيه يدعم مهرجانات من هذا النوع، ويساعد في تحويله إلى منصة إبداعية وفنية متخصصة في الكوميديا. وشراكتنا مع المؤسسات المعنية في مدينة أبها ستضمن استمرار المهرجان سنوياً كهوية دولية للمدينة، واعتمادنا على عروض وفرق من منطقة الخليج والعالم العربي لا يعني التوقف عند هذا الحد، بل لدينا توجه إلى الفضاء الخارجي واستقطاب عروض عالمية من أميركا وأوروبا في المستقبل القريب لتطوير الحدث وتحويله منصة عالمية لفن الكوميديا مرتبطة بمدينة أبها لتكون محط أنظار كل المهتمين بهذا المجال».