عبدالعزيز السويد

مآل الصراعات بين الدول من حروب وخصومات سياسية هو الى طاولة حوار ومفاوضات حتى لو طال أمدها، وقد تنتهي بهدنة لا حرب ولا سلم او سلام كامل وفق نوايا اطراف الصراع وعقائدها.

الصحافي الشهير ناشر «ايلاف» عثمان العمير كتب تغريدة في «تويــتــر» قــال فيــها: «هنـاك جار نافع وجار غير نافع، وأشهد أن العـــراق وإيـــران من الجيران النافعين، بعد الاتفاق على كثير من التفاهم وقليل من الخلاف!».

وربما تكون التغريدة على خــلفيــة ما بث منقولاً عن مسؤول عراقي عن وساطة عراقية بين السعــوديـــة وإيـــران، أقــــول ربما فلست ادري، مع العلم ان ما ذكر عن الوساطة لم أطلع على تأكيــد له من مصدر سعودي رسمي.

انما أركز هنا على الجار النافع، فما هي المنفعة التي قدمتها إيران لجيرانها؟ ألا يكفي «العراق الإيراني» المدمر اقتصادياً وسياسياً ونسيجاً اجتماعياً نموذجاً للضرر الذي طاوله بسبب سياسات إيران وهيمنتها، مع ان حكومته وكبار سياسييه الذين يمسكون بالسلطة الآن هم من خريجي حاضنات إيرانية؟

وحتى في فترة طويلة تسلط فيـــها نوري المالكي مستمدًا القوة من إيران والولايات المتحدة الأميركية مجتمعتين متحالفتين، وزُوّرت الانتخابات لأجله، ماذا تحقق للعراق وللمواطن العراقي قبل غيره، سوى الاغتيالات وإشعال الصراعات الطائفيـة والقتـل وفق المذهــب والتهجير الطائفي ثم استخراج «داعش» بمسرحية معـروفة؟

ضرر إيران وصل الى سابــع جار من اليمن الى لبــنــان، وتخصصت إيران الخامنئي بالجيران العرب. حتـــى لبنان الذي لا شك يـــحبـــه الزميل العزيز تحول الى دولة مجوفة يديرها حزب الخامنئي اللبناني، وحين يصل الزميل إلى مطار بيروت ستكون صورة جوازه في الضاحية.

واعتقد ان أرشيف صحيفة «ايلاف» الإلكتــرونــيــة ممتلئ حتى الإشباع بما تحملته السعودية من جرائم نظام خامنئي الإرهابية في موسم الحج وغيره. لذلك فإن احتمالات الكثير من التفاهم والقليل من الخلاف متلاشية هنا.

أما العراق فلو كان العراقي الوطني أيًا كان مذهبه او ديانته يحكمه من دون وصاية او تهديدات بميليشيات مسلحة تدار من طهران لكان اقرب إلى تبادل المنافع أكثر منه إلى حصول ضرر.

ومما لا شك فيه أنه لابد من التعامل مع إيران فلا يمكن تغيير الجغرافيا، إنما التحدي هو في كيف يكون هذا التعامل وعلى أية إستراتيجية يبنى؟

ما يجب ان لا يغفل عنه أن لدى النظام الإيراني عقيدة طائفية دموية للتصدير الثوري ونفساً طويلاً، نفساً يبني قيادات وميليشيات منذ عقود، وأدواتها هي كل إمكانيات الدولة الإيرانية، وهي بقيت متمسكة بها كعقيدة سياسية بصلابة، ونظام الخامنئي يستمد قوته واستدامته من تصديرها، والحشد الداخلي والطائفي الخارجي تحت راياتها.