خالد بن عبدالعزيز العتيبي

الاستجابة للإصلاحات المالية والهيكلية التي اتخذتها المملكة لمجابهة التحديات التي تواجهها جاءت سريعة، وأينعت مبكراً، وظهر إلى العلن جدوى تلك الإصلاحات الفعالة التي ركزت على التنوع في الإيرادات ورفع كفاءة الإنفاق.

ما سرني لدى إعلان البيانات المالية للربع الثاني من الميزانية، هو ارتفاع الإيرادات غير النفطية للمرة الأولى في تاريخ الدولة السعودية إلى 39 بالمئة من إجمالية الإيرادات للربع الأول، وهذا يعني أن مرحلة وعود العيش بلا نفط التي جاءت في أول حديث لسمو الأمير محمد بن سلمان نائب خادم الحرمين لقناة "العربية" اقترب نصفها من التحقق، وسوف تتحقق في السنوات المقبلة.

الآن، يحق للكثير أن يستحضر فخامة تلك الوعود لسموه الكريم، بعد أن وثقها التاريخ، والتي أرى أنها ستخلد لجميع الأجيال، وهي في طريقها من التحقق خلال السنوات المقبلة، وذلك في خضم التحديات والمصاعب الشاقة التي تواجهها المملكة، سواء في مواجهة تقلبات السوق النفطية العالمية، أو الانفجار السكاني الذي يتطلب كثير من الإنفاق، أو محاربتها للإرهاب، أو وقوفها مع الأشقاء في اليمن وخوضها مع التحالف حرباً لرفع الظلم عنهم وتحرير بلدهم.

ما تحقق من الاقتراب من نصف المرحلة من استطاعة المملكة في أن تعيش بلا نفط هي رسالة اقتصادية هامة لكل متشائم لأن يعي دوره في أن يتحصن جيداً بما هو مضاد لتثبيط الهمم، أو ما هو مفرز للإحباط، فقد يكون ذلك نتيجة التأثر بالتقارير المضللة التي يبثها أعداء المملكة سواء عبر الوسائل الإعلامية التقليدية،أو عبر وسائل النشر الالكتروني من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي.

لا أنسى أنه وللوهلة الأولى من خروج تلك الوعود المبشرة بمرحلة العيش بلا نفط كانت الصدمة والذهول هو النتيجة الطبيعية التي تلقاها المتشائمون، ووصفت من البعض بأنها إفراط في التقدير، ومبالغة في استشراف المستقبل، فيما كان وقعها طبيعياً على المتفائلين من حيث ثقتهم الكبيرة وحسن ظنهم بالأمير محمد بن سلمان مطلق تلك الوعود وثقتهم بقدراته وبأنها سوف تكون خارطة لمستقبل اقتصادي مزدهر ومتنوع الإيرادات ومنضبط في المصروفات.