ستار مقام ابراهيم في القرن الـ19 من الحرير

ستار مقام ابراهيم في القرن الـ19 من الحرير

 

المدينة المنورة: عبدالعزيز الحربي

 

يعرض مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ودارة الملك عبدالعزيز وثائق ومخطوطات ورسومات زينت جدران القصر العالي «توب كابي» في إسطنبول، رسمت للسلاطين قبل اختراع آلات التصوير بـ300 عام. 
ويتضمن المعرض رسومات للحرمين الشريفين رسمها فنانون أوروبيون، يعود بعضها إلى القرن العاشر الميلادي، رسمت عن بعد عبر مخيلات الحجاج والتجار الذين نقلوا مشاهداتهم عنها إلى هؤلاء الفنانين.


يعرض مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ودارة الملك عبدالعزيز الوثائق والمخطوطات والرسومات التي زينت جدران القصر العالي «توب كابي» في إسطنبول، ورسمت للسلاطين قبل اختراع آلات التصوير بـ300 عام.


رسومات المخيلات والوصف
رصدت «الوطن» في معرض صور مكة المكرمة والمدينة المنورة الذي يقام على ساحة المسجد النبوي أكثر من 45 صورة للوحات التقطت من متحف «توب كابي» بإسطنبول لوثائق تاريخية من رسومات الفنانين الأوروبيين، يعود بعضها للقرن العاشر الميلادي، رسمت عن بعد عبر مخيلات الحجاج والتجار الذين التقوا الفنانين الغربيين للفوز برسم أشهر المواقع العالمية لقصور الأثرياء والسلاطين.

تعويض عن زيارة الحرمين
أكد الباحث بمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة فؤاد المغامسي الذي يعرف زائري المعرض بصور أشهر اللوحات العالمية والوثائق التاريخية في المعرض، أن القصر العالي «توب كابي» يعد من أكبر المواقع التي تحفظ تاريخ الحرمين قبل اختراع آلات التصوير، وأرجع المغامسي أسباب الاحتفاظ بلوحات للحرمين الشريفين إلى أن السلاطين العثمانين لم يحجوا أو يعتمروا ووكلوا غيرهم لأداء الفريضة ولشدة تعلقهم بمكة والمدينة أمروا الرسامين والفنانين برسم صور ومجسمات لمكة والمدينة والمشاعر المقدسة والمساجد فيها، من بينهم فنانون أوروبيون غير مسلمين رسموها عن طريق الوثائق التي حصلوا عليها من كتب الرحلات ووصف العائدين منها.
وأضاف، لم يستطع السلاطين ومسؤولو الدولة العثمانيين أداء فريضة الحج لإنشغالهم بأمور الدولة، ولهذا السبب صوروا الأماكن المقدسة على جدران قصورهم وخصوصا القبلية (ما تكون جهة القبلة)، ليشعروا أنفسهم بأنهم في الحرمين عند أداء الصلوات والعبادة.


مجسمات وصور سبقت العمارة
عن المجسمات الموجودة في القصر العالي بإسطنبول قام المركز بإحضار صور لها لزوار المعرض، يقول المغامسي من أشهرها مجسم للمسجد النبوي إبان التوسعة المجيدية (توسعة السلطان عبدالمجيد)، حيث يعرض مركز بحوث المدينة صورة له عندما قام الفنان محمد حلمي باشا برسم مجسم للمسجد النبوي قبل بدء العمل بالتوسعة المجيدية، وأرسله إلى القصر العالي حتى يعتمده، وبقي المجسم الذي صنع بعناية من أشهر الوثائق التاريخية للمسجد النبوي، وقد عمر المسجد طبقا له فيما بعد.


أعيان مكة شهداء معلقات القصر العالي
من أشهر ما يعرضه المركز صور لوثيقة معلقة على جدار القصر العالي تتعلق (بحج البدل) عن أحد سلاطين الدولة العثمانية، زينت الوثيقة ببعض الرسومات التي تبين التفاصيل عن مواقع حركة الحجاج في المشاعر المقدسة في ذلك الوقت، وتحمل تواقيع العاملين بالطوافة آنذاك بمواقع مختلفة، أن الموكل بالحج نفذ الشعيرة بإشرافهم وتواقيع لشهود من أعيان مكة على مرافقتهم للموكل بالحج عن السلطان بالمشاعر المقدسة. ويشمل المعرض أول لوحة رسمت للمسجد الحرام قبل اختراع آلات التصوير بمئات السنين، تشكل صورا ثلاثية الأبعاد تبين طبيعة المسجد الحرام والمسجد النبوي ووثائق مراسلات أهالي الحرمين لسلاطين الدولة العثمانية في تلك الحقبة، وقام الفنانون بنقش اللوحات لصور الكعبة والمدينة والمساجد التاريخية فيهما، على الأبواب والنوافذ والجهات القبلية التي يتوجهون نحوها أثناء صلاتهم. 
إضافة لصورة وثيقة علقت بجدار القصر العالي وهي عبارة عن رسالة من أهالي مكة يشكرون فيها الباب العالي بعد إنشاء مشروع المياه (مشروع جبل عرفات)، ولوحة أخرى لمكة المكرمة تعود للقرن الـ17م، لفنان فرنسي قام برسمها عبر الوثائق التي حصل عليها وعن طريق وصف الحجاج والتجار العائدين من مكة والمدينة.