أحمد عبد التواب

لا تزال قوات الجيش والشرطة تكتشف حتى هذا الأسبوع مخابئ للإرهابيين مكدَّسة بأحدث الأسلحة المتطورة الرهيبة، بما فيها من مدفعية وقنابل وصواريخ وألغام وذخيرة هائلة وسيارات مصفحة، وكل هذا بكميات ومستويات لا تحوزها بعض الجيوش النظامية التابعة لدول ذات سيادة! وأحياناً يُعلَن عن وجود أجهزة أخرى فائقة التطور، تساعد فى مهام الاتصال والرصد والمتابعة والتنصت والتمويه والتشويش. وهذا أدعى لتصحيح التصورات التى تفترض أن التطور وقف على أجهزة الدولة، بل لقد صارت مهمة هذه الأجهزة أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً أمام كل ما صار فى يد الإرهابيين. ثم، أضِف إلى كل هذا الدعم الخرافى الذى يتحصل عليه الإرهابيون بالمال السائل والمأوى والخدمات القانونية والدعائية، والصحف والفضائيات، وأيضاً مدّهم بالمعلومات التى لا يمكن أن تتحصل عليها سوى أجهزة مخابرات متقدمة لا توجد إلا فى بعض الدول المتقدمة، وكذلك تهريب كل هذه الأسلحة إلى داخل البلاد تحت مظلة هائلة من أحدث أجهزة الإخفاء والتمويه..إلخ. وأضِف أيضاً ما باتت توفره شبكة الإنترنت وأجهزة الموبايل الذكية والجى بى إس..إلخ. 

لتوضيح خطورة وصعوبة المهام التى صار على أجهزة الدولة أن تواجهها وأن تنتصر عليها، قد تكون المقارنة مفيدة بما لم يكن موجوداً غيره حتى سنوات قليلة ماضية، عندما كان أقوى أسلحة المعارضة المدنية، التى تعمل تحت الأرض، مطبعة بدائية يدوية متنقلة أقصى طاقتها بضع مئات من المنشورات، وكان الأمن يتمكن من تقطيع أوصال التنظيم السرى إذا وضع يده على هذه المطبعة، فتتبدد القوة التى كان التنظيم يعيش فى أوهام أنها قوة ضاربة، فيصاب بالشلل، ويعجز عن التواصل مع كوادره وقواعده وجماهيره، ويتساقط قادته واحداً بعد الآخر إذا أراد الأمن القبض عليهم! 

كل التقدير للأجهزة التى تتصدَّى للخطر وتدفع شهداء وجرحى من أفضل الأبناء، من أجل تلبية اختيار الشعب فى 30 يونيو بالإطاحة بحكم الإخوان، عندما لم يعبأ أحد بتهديداتهم بإشعال البلد وبالسيارات المفخخة والقنابل والصواريخ! وقد تبين أن المعركة ممتدة وتتطلب المزيد من التحمل والصبر.