محمد الحمادي 

في ظل التطور الإعلامي الكبير الذي نشهده اليوم ‏نحن بحاجة إلى مشاريع وبرامج تعمل على دعم أداء الإعلاميين الشباب، وكذلك تطوير أداء الإعلاميين المخضرمين، خصوصاً في عصر ‏التكنولوجيا و«السوشيال ميديا»... ويلاحظ الجميع كيف أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي أصبح كبيراً، وبالتالي أصبح من المهم أن يكون خريج الجامعة قادراً على التعامل ‏الجيد مع الأدوات الإعلامية الجديدة إلى جانب دراسته النظرية في الجامعة لأسس الإعلام وقواعده والأخلاقيات المهنية له.

ويمكن اعتبار «البرنامج الإماراتي للتدريب الإعلامي» الذي أطلقه أمس مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، فرصة جديدة لتحقيق ذلك، خصوصاً أن البرنامج يهدف إلى دعم الشباب الإماراتي من خريجي وخريجات الإعلام التقليدي والجديد لصقل مواهبهم عبر توفير فرص التدريب، والعمل في أبرز مؤسسات الإعلام العالمية الموجودة في الإمارات.

‏تكمن أهمية هذه المبادرة في أنها ضمن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للاستثمار في رعاية الشباب وتنمية مهارات الجيل الجديد للمستقبل، كما أنها ستساعد على خلق جيل جديد من الإعلاميين القادرين على مواكبة العصر، وفي الوقت نفسه المدركين للأولويات الوطنية، والقضايا ‏التي تهم الوطن والمواطن والجمهور بشكل عام، ‏الأمر الآخر أننا في دولة الإمارات نسعى إلى إعلام حقيقي يتصف بالمصداقية والموضوعية بعيداً عن الدعاية الإعلامية، وبعيداً عن تجاهل القضايا المهمة أو تضخيم القضايا البسيطة أو فبركة القصص الصحفية أو نشر الإشاعات.

‏نحن بحاجة إلى إعلام وطني قوي يعرف مسؤولياته تجاه هذا الوطن، ودوره تجاه المواطن والمقيم، وفي الوقت نفسه يعرف دوره الكبير في تبني القضايا التي تهم الإنسانية ‏في كل مكان، فالإرهاب والتطرف اللذان يجتاحان العالم، أمر يجب الاهتمام به، وفي الوقت نفسه الاهتمام بقضايا الصحة العالمية والكوارث، بالإضافة إلى الاحتباس الحراري، وغيرها من القضايا الإنسانية التي لا بد أن تهتم بها الصحافة المحلية وإعلامنا المحلي، فنحن جزء من هذا العالم الكبير.

‏ويأتي الإعلان عن هذا البرنامج في وقت مهم جداً، وفي توقيت نراقب فيه جميعاً كيف يتعامل الإعلام مع القضايا المهمة في الأوقات الصعبة والظروف الحساسة، خصوصاً في ظل وجود الإعلام الاجتماعي والرقمي، وفي الأزمة التي تمر بها دول الخليج هذه الأيام.

‏بعد التجارب الخادعة التي عشناها في الحديث عن الإعلام الحر والرأي والرأي الآخر، والذي ظهر أنه إعلام موجه، أملنا كبير جداً في هذه البرامج أن تخلق أجيالاً جديدة من الإعلاميين المهنيين الذين يعرفون قيمة الكلمة وتأثيرها.. وفي الإمارات، نؤكد أن وجود هذا البرنامج من شأنه أن ينقل الإعلام الإماراتي إلى مرحلة جديدة تتناسب وتحديات العصر وأدواته الجديدة. ‏

وقد يكون من المفيد أن يخصص جزء من هذا البرنامج للاهتمام بالمواهب الإعلامية التي لم تدرس الإعلام وظهرت على ‏وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي أصبحت بحاجة إلى التدريب والتعليم واكتساب مهارات إعلامية مهنية تساعدهم على ‏التميز والحضور القوي والمؤثر والرزين على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شبكة الإنترنت.