بكثير من الاستهجان والسخرية تلقى السوريون دعوة خطيب الجامع الأموي الكبير في دمشق مأمون رحمة كل سوري مسلم فاته الحج، إلى صعود جبل قاسيون، وذلك خلال خطبته في صلاة يوم الجمعة الماضي، واصفا جبل قاسيون بأن «جبل الانتصار والعزة والكبرياء».

وبثتّ قناة «نور الشام» التابعة للنظام على موقع يوتيوب، خطبة مأمون رحمة وقال فيها: «من فاته أن يحج في هذا العام والأعوام التي سبقته، إلى بيت الله الحرام، فليقف على قاسيون».

وأضاف: «أقول لمن فاته الطواف والسعي بين الصفا والمروة، تعال أيها المسلم العربي السوري لنسعى جميعاً على بيوت الشهداء والجرحى».

وجبل قاسيون الذي يدعو خطيب الأموي المسلمين السوريين للوقوف عليه، كان قبل سنوات الحرب متنزها لسكان دمشق لإطلاله على دمشق وغوطتها ولهوائه العليل، لكنه منذ عام 2011 تحول إلى ثكنة عسكرية محصنة بالحواجز، كواحدة من أهم القواعد العسكرية التي تقصف منها الصواريخ المدمرة على أحياء دمشق المعارضة وريف دمشق، لا سيما مناطق شرق العاصمة وجنوبها.

وتداولت أمس مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وعلق شخص عرف عن نفسه بـ«سوري فاته الحج: ليت الخطيب حدد لنا موقع الوقوف على قاسيون هل هو تحت منصة الصواريخ أم خلفها؟»

ومأمون رحمة خطيب «الأموي» الذي عينه النظام خلفا للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بعد اغتياله عام 2013، من مواليد بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية، ومع أن رحمة تتلمذ على يد الشيخ البوطي في معهد «الفتح» إلا أن المتداول عنه في الأوساط السورية ارتباطه بنظام الأسد، حيث لا تخلو خطبة له من مديح للأسد الذي يصفه بـ«العبد المؤمن». كما أن رحمة منذ تعيينه خطيبا في الجامع الأموي أوكلت إليه مهمة الترويج للدعايات الحربية للنظام بدءا من حث السوريين على زج أولادهم في القتال إلى جانب النظام، وحتى الدعوة لزيارة معرض دمشق الدولي في دورته الـ59 الذي انتهت فعاليته السبت، ليروا أن «كل ما أشيع» عن النظام كان «إشاعات باطلة جائرة».

وكانت «لجنة الحج العليا» التابعة لـ«الائتلاف السوري» المعارض، قد سحبت ملف الحج هذا العام من النظام السوري، فيما اعتبر وزير الأوقاف في حكومة النظام عبد الستار السيّد، أي مواطن سوري يذهب للحج بأنه «خائن يستحق الموت والسجن».

ووصل قرابة 15 ألف حاج من داخل وخارج سوريا إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وفق إحصائيات اللجنة، غادروا عبر دول جوار سوريا تركيا والأردن ولبنان، بالإضافة لمصر.

وتشير المعلومات إلى أن الحجاج السوريين الذين انطلقوا من لبنان بلغ عددهم هذا العام 4200 شخص معظمهم من النساء؛ بزيادة ألفيْن عن العام الماضي.