خالد الصالح 


وسط تفاؤل مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، بالقضاء على ما تبقى من تنظيم داعش في سورية وإنهاء الحرب في هذا البلد، أجمع مراقبون على أهمية حسم مشكلة رحيل نظام بشار الأسد،

محذرين من الفخ الروسي لتأجيل رحيل النظام لاسيما بعد خروج بعض الآراء التي تقلل من أهمية هذا الطرح مقارنة بدحر الإرهاب. وكان اجتماع المعارضة السورية في الرياض في 22 أغسطس الماضي قد خرج دون حلول، بسبب رفض منصة موسكو أي اتفاق يشير لرحيل الأسد، فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان القوى الكبرى إلى الاتفاق على جدول زمني لفترة انتقالية، مؤكدا على أهمية رحيل الأسد، ومناقضا في نفس الوقت ما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده لم تعد تعتبر رحيل بشار شرطا لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام. جاء ذلك في وقت جدد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، موقف الهيئة القائم على مبادئ الثورة وأهدافها وفي مقدمتها رحيل بشار قبل الشروع بأي عملية سياسية في سورية، مطالباً كافة الفصائل بعدم الانجرار وراء «الفخ الروسي»، مذكراً بأن «المناطق الآمنة لا تعني أبداً المصالحات».

مصالح روسيا

أكد الخبير الاستراتيجي حمود الرويس في تصريحات إلى «الوطن»، أن اللاعب الرئيس في الأزمة السورية حاليا هي روسيا التي تدخلت لصالح بشار الأسد مما أدى تباين الآراء حول رحيله، لافتاً إلى أن هذا التدخل الذي قرره الرئيس فيلاديمير بوتين جاء لعدة أسباب من بينها رغبة روسيا في العودة كقوة عظمى تلعب دورا دوليا قويا بعد تراجع هذا الدور لصالح الولايات المتحدة، كذلك محاولة روسيا لوضع قدمها في الشرق الأوسط المليء بالأحداث لتساوم الدول الكبرى ذات المصالح في المنطقة ولبناء قواعدها العسكرية مستقبلا، في إطار الرد على التهديد الغربي بفصل إقليم القرم وضمه إلى الاتحاد الأوروبي. 
وأضاف الرويس أن هناك أسبابا أخرى للدعم الروسي لبشار لا تقتصر على شخصه بقدر ما هي تحقيق لأهدافها السابقة، إضافة إلى بناء تحالفات جديدة لصالحها تكون هي محور القوة فيه.

داعش والنصرة

وأشار الرويس إلى أن داعش أدت دورها بنجاح في خدمة نظام الأسد، أما بالنسبة للولايات المتحدة وبعد وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فقد جعل هدفه الرئيس القضاء على داعش وجبهة النصرة، ما قلل من أهمية رحيل الأسد.
ولفت الرويس إلى وجود دور واضح لداعش وجبهة النصرة في تغيير توجهات بعض الدول تجاه الأسد، ما يؤشر إلى أن وجودهما على الساحة السورية جاء برغبة من النظام.

أسباب دعم موسكو للأسد

رغبة روسيا في العودة كقوة عظمى تناوئ أميركا

ضمان وضع قدمها في الشرق الأوسط
مساومة الدول الكبرى ذات المصالح في المنطقة 
الرد على التهديد الغربي بفصل إقليم القرم
بناء تحالفات جديدة تكون روسيا محور القوة فيها