عبدالله بن بخيت

خرج عدد من إرهابيي داعش من الحدود اللبنانية السورية باتفاق مع حزب الله اللبناني والنظام السوري يقضي بنقلهم إلى الحدود العراقية. في طريقهم إلى الهدف تعرضت لهم طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا وأجبرتهم على التوقف والتبعثر وسط الصحراء بعيدًا عن أي مساعدة. أصدر حزب الله بياناً يدين فيه قصف التحالف قافلة داعش ويحمله كامل المسؤولية.

وصفت هذا البيان في تويتر بالسريالية. عدو يبحث لعدوه عن أمان خوفاً عليه من عدوهما الثالث.

نفهم من البيان أن الحزب نفذ تعهداته. لماذا يشعر بالقلق على أرواح عائلات داعش. قصف طائرات التحالف خارج مسؤولية الحزب. لا يوجد في الاتفاق كما نلمس من البيان أي تعهد من حزب الله أو من حكومة بشار التزام بحمايتهم وضمان سلامتهم حال خروجهم من محيط سيطرة قوات بشار. التحالف وحده يتحمل مسؤولية أي أذى يصيبهم. ما الذي يجعل حزب الله قلقاً على سلامتهم ويريد بلوغهم دير الزور. الرأفة والإنسانية؟!

إرهابيو داعش يعرفون أن الجو مشبع بالأعداء. تصنيفهم يقع ضمن المجرمين الخطرين وليس ضمن المقاتلين. عندما يقع مقاتل داعش في يد أي سلطة سوف يقدم للمحاكمة بوصفه مجرماً فقط. يفترض أن اتفاق حزب الله مع داعش هو نوع من اتفاق مجرم مع بوليس. يضطر البوليس أحياناً إلى إخراج المجرم وتسهيل هروبه عندما تكون الخيارات الأخرى أسوأ. على افتراض أن حزب الله أخذ هذا المنحى وهذا ما تشير إليه بيانات الحكومة اللبنانية لماذا يشغل حزب الله نفسه بعدما برأت ذمته.

كان أمامه أن يطالب ببقاء عائلات داعش ويقدم لهم المأوى والحنان اللازم ويترك الجهاديين يخرجون بمفردهم. في حال رفض الجهاديون هذا الحل يسمح لهم اصطحاب عائلاتهم على مسؤوليتهم الكاملة. لا نعرف كيف جرت المفاوضات، ولكن الأمر انتهى بخروج داعش بعائلاتهم.

هل هذا البيان من باب دموع التماسيح وإظهار أن حزب الله يفي بتعهداته أم أن هذا البكاء يتسم بالصدق. من الواضح بالنسبة لي على الأقل أن خروج العائلات مع الجهاديين يخدم أهداف حزب الله. يضع التحالف الدولي أمام خيارين. إذا قصفهم سيقتل أطفالاً وشيوخاً ونساء عندئذ سيتحمل مسؤولية أخلاقية أمام العالم. في حال أن تركهم سينضمون إلى قوة داعش في دير الزور.

بهذا الاتفاق يكون حزب الله أعفا نفسه من الدخول في معركة ستكلفه كثيراً. وبتصديرهم لدير الزور يضرب عصفورين بحجر واحد. زيادة متاعب التحالف وتصعيب الأمر عليهم والقضاء عليهم في النهاية بدماء عدوه الآخر.