أحمد بودستور

 قال أمير الشعراء :
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا


قال القائد الفرنسي نابليون بونابرت(أحسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها) ونعتقد أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله إلى الولايات المتحدة الأمريكية واجتماعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت ناجحة بكل المقاييس وفتحت كل الأبواب .
يوم الخميس الموافق 7 سبتمبر كان يوما مشهودا في البيت الأبيض فقد كان هناك اجتماع بين صاحب السمو أمير البلاد والرئيس ترامب بحضور وفد كويتي رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية وبعد الاجتماع عقد مؤتمر صحفي حيث كان هناك أسئلة من صحفيين يمثلون وسائل الإعلام العالمية وقد أجاب عليها أمير البلاد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وأيضا الرئيس الأمريكي ترامب بكل أريحية ووضوح وشفافية .
الأزمة الخليجية حظيت بنصيب الأسد من الأسئلة وقد أجاب الرئيس ترامب أن السبب الرئيسي لهذه الأزمة هو أن هناك دول تدعم الإرهاب ويجب وقف هذا الدعم ويكون هناك حل سريع لهذه الأزمة ويعود مجلس التعاون متماسكا كما كان لأن وجوده مهم لأمن واستقرار المنطقة وقد أبدى استعداده التوسط في حال تأخر حل الأزمة.
صاحب السمو أمير البلاد صرح في المؤتمر الصحفي أن الدوحة مستعدة لبحث المطالب الـ 13 وأنه متفائل بحل الأزمة في وقت قريب جدا وأن الوساطة الكويتية نجحت في تجنب التصعيد العسكري وقد كشف سموه أن الكويت قد تعرضت لإساءة إعلامية من قطر وقد تم تجاوزها بالحوار وقد عبر سموه عن استيائه من الانحدار الإعلامي الذي ساهم في تعقيد الأزمة وأن مصلحة قطر مع أخواتها في مجلس التعاون الخليجي .
لاشك أن استعداد الرئيس الأمريكي ترامب وأنه سوف يتدخل شخصيا للمساهمة في حل الأزمة أشاع جوا من التفاؤل وأن هناك اختراق كويتي مهد الطريق لتدخل الرئيس ترامب في حال تعثر الوساطة الكويتية ولاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك الكثير من الأوراق للضغط على قطر وأيضا الدول المقاطعة للوصول إلى حل يرضي كل الأطراف.
أيضا من النتائج المثمرة للزيارة والاختراقات التي تحققت نتيجة الزيارة موافقة الإدارة الأمريكية على بيع الكويت طائرات مقاتلة للجيش الكويتي بمبلغ 5 مليارات دولار وأيضا طائرات تجارية لشركة الخطوط الجوية الكويتية . 
الملفت أن هناك جوا من الارتياح والحميمية طغى على المؤتمر الصحفي بعد مشاركة سموه الحزن والعزاء للشعب الأمريكي على ضحايا الإعصار هارفي واستعداد الكويت للمساهمة بأي مساعدة وأيضا الشكر الذي تقدم به سموه للرئيس الأمريكي ترامب والشعب الأمريكي على الموقف التاريخي في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي والذي سيبقى محفورا في ذاكرة الشعب الكويتي أبد الدهر .
لاشك أن الزيارة فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الكويتية الأمريكية المتميزة وهناك تعاون في جميع المجالات بين البلدين مثل الصحة والتعليم والمجال العسكري وأيضا مجال المشاريع التجارية مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الكويتي وكذلك الأمريكي وقد قررت بمناسبة الزيارة التاريخية أن تزيد الهيئة العامة للاستثمار استثماراتها في الولايات الأمريكية المتحدة تقريبا 20 مرة أكثر من السابق .
أيضا التقارب الكويتي الأمريكي سيكون في المجال الاستخباراتي والأمني بحيث يمنع أي تدخل إيراني في شؤون الكويت الداخلية خاصة بعد تورط النظام الإيراني في قضية العبدلي وأيضا سيكون هناك تعاون وثيق في مجال مكافحة الإرهاب .
الجدير بالذكر أن يصادف اليوم 9 سبتمبر اختيار هيئة الأمم المتحدة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله قائد الإنسانية والذي يتزامن مع الزيارة التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية والنتائج الباهرة التي تمخضت عنها الزيارة ولاشك أن هذا اللقب هو مكسب للكويت والشعب الكويتي فهو يحسن من صورة الكويت في المحافل الدولية ويكون لها سمعة عالمية وثقلا دوليا في المجال الإنساني الذي يجعل الكويت في قلب الحدث نظرا لكثرة الحروب وما تخلفه من مشردين ونازحين بحاجة إلى مساعدة تخفف عنهم معاناتهم والكويت بسبب مبادراتها الإنسانية اختارتها الأمم المتحدة لتكون مركزا إنسانيا واختارت صاحب السمو أمير البلاد قائدا للإنسانية ونبارك للكويت أميرا وحكومة وشعبا بهذه الألقاب وأن تستمر رائدة في العمل الإنساني مما يؤكد أن الكويت إن كانت صغيرة في مساحتها فهي كبيرة في إنجازاتها الدولية وخاصة في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية.