وليد إبراهيم الأحمد

اختصر الرئيس البورمي البوذي في العام 2012، على العالم عناء معرفة سبب كراهيتهم ومن ثم إبادتهم للأقلية المسلمة من الروهينغا عندما اعلن على الملأ «أن الحل الوحيد المتاح لأفراد أقلية الروهينغا المسلمة غير المعترف بها يقضي بتجميعهم في معسكرات لاجئين أو طردهم من البلاد، فهم ليسوا في عداد المواطنين المعترف بهم كونهم مهاجرين بنغاليين غير شرعيين، وبالتالي يجب إبلاغ العالم أن الروهينغا ليسوا أبداً جزءاً من المجموعات الإثنية في بورما»!

من هذا المنطلق على العالم الا يستغرب من الحرق والقتل والاغتصاب الجماعي مع التنكيل والتهجير الذي يحدث لهم اليوم ويشهدها العالم بصمت مكتفيا بالفرجة تارة او الاستنكار على استحياء لرفع العتب تارة اخرى!

وقد نشرت مجلة «نيوستيتسمان» البريطانية مقالا عن أقلية الروهينغا المسلمة، رصدت فيه مدى الظلم والاضطهاد الواقع عليهم لدرجة انكارهم كمواطنين بورميين، متهمة الإعلام الغربي بالتقصير في تغطية هذه المأساة منذ 2012، وكتبت «أن ما يجب أن يعلمه البشر جميعا هو حقيقة أن الروهينغا هم أكثر أهل الأرض تعرضا للاضطهاد»!

في حين اوضحت صحيفتا «ذي اندبندنت» و«ديلي تلغراف» البريطانيتان قصص وحكايات نقلتها منظمات إغاثية عن «اعتقالات وعمليات ذبح الأطفال وحرقهم في أكواخ من الخيزران»! وقد ادى ذلك الى فرار اكثر من ستين ألف لاجئ من ميانمار إلى بنغلاديش خلال أسبوع فقط عقب عملية عسكرية لجيش ميانمار الارهابي الذي لم يجد من يوقفه عند حده، فاستمر في الذبح والتنكيل والامم المتحدة تتفرج!

على الطاير:

- المطلوب من العالم العربي والاسلامي اليوم تجاه ما يحدث للمسلمين هناك، مقاطعة الحكومة البورمية ديبلوماسيا وتجاريا، وهذا اضعف «الايمان»، ما دام العالم الغربي لا يزال يتفرج والشعوب تندد والمنظمات الانسانية فقط ترسل تقاريرها التوثيقية بالصوت والصورة لتلك الاضطهادات فقط من دون ان يطول الحكومة والجيش عقوبة اقتصادية او رادع سياسي اممي يوقف جرائم البوذيين في حق العزل من الاقليات المسلمة!