مشاري الذايدي

كل يوم يمضي على هبوب رياح الحزم العربي على اليمن يثبت أنه كان أهم قرار عسكري سياسي خارجي اتخذته السعودية ومعها الحليف الخليجي العربي الأكثر تأثيراً، الإمارات العربية المتحدة.

هناك من شكك وهناك من هاجم التحالف العربي الإسلامي لمواجهة الميليشيات الحوثية وحليفها المترنح صالح، صارفاً نظره، بغرابة، عن أن الحوثي هو جزء «عضوي» من شبكات الحرس الثوري الخميني الإيراني.

الحوثي يطلّ على جازان ونجران وظهران الجنوب، وصواريخه، المجلوبة له من معامل إيران، ضربت خميس مشيط وأبها وصبيا والطائف وقرب مكة!

اليوم ومخلب إيران في اليمن، عبد الملك الحوثي يخضع الرجل المريض علي عبد الله صالح، بالقوة، ينفش ريشه ويهدد الإمارات والسعودية بشكل تصعيدي غير مسبوق.

لا ندري حقيقة عن سرّ هذه الثقة التي يتصرف بها أمثال الحوثي - مثله حكام قطر - لكن: لكل داء دواء يستطبّ به- إلا الحماقة أعيت من يداويها.

الأخ عبد الملك الحوثي أخذته نشوة خمينية، وقال في خطابه الأخير الذي بثّته قناته قناة «المسيرة»: «الإمارات باتت في مرمى صواريخنا»، معلناً أنهم قاموا بتجربة «ناجحة» لصواريخ «زعم» أنها يمكن أن تبلغ أبوظبي. وفي تقليد سمج لقدوته اللبناني – الخميني، حسن نصر الله، قال فتى صعدة الأغرّ، عبد الملك الحوثي: «القوة الصاروخية تمكنت من إنجاز مرحلة ما بعد الرياض». هل تذكرون خطاب نصر الله عن حيفا وما بعد حيفا؟!

ويوغل عبد الملك في جنون العظمة فيخاطب الرياض: «إذا أرادوا أن تسلم سفنهم النفطية فعليهم ألا يقدموا على غزو الحديدة».
قد يقال إن الحوثي يطلق تهديدات جوفاء، هدفها التغطية على الشقاق مع حزب المؤتمر وصالح، أو طمر مشاعر الحنق الشعبية اليمنية بعد مرور نحو 3 سنوات على انقلابه. لكن الحزم يقتضي التعامل مع هذا الكلام بغاية الجدّية، وقطع هذا المخلب الخميني في اليمن، وقتل أو إعادة الإمام الزيدي المنتظر، لكهوف مرّان.

هذا الكلام الذي قاله فتى صعدة، سيكون وبالاً عليه وعلى مشروع الخمينية باليمن.
هناك عقبات، صحيح، منها حملات المنظمات الدولية التي غزاها الحوثي والخمينيون، لكن هذه معركة مصير، و«الأخ» بلغ غاية التردّي.

لمن يشكك في شرعية أهداف التحالف العربي، هذا هو عبد الملك الحوثي يمنح الحجة الناصعة لوجوب إنجاز المهمة مهما بلغت التكاليف، ولا بأس فـ«الوقت من صالحنا، ولهذا نحن غير مستعجلين» كما قالها محمد بن سلمان في حواره التلفزيوني، في مايو (أيار) الماضي.

قيل من قبل، إن النمل إذا نبت له ريش... فهذا وقت نهايته.