"الاقتصادية" من الرياض

تحت وطأة أزمة الدوحة الاقتصادية، أقدم جهاز قطر للاستثمار، على بيع حصة في شركة تيفاني آند كو الأمريكية، بقيمة 417 مليون دولار، أي ما يشكل 40 في المائة، من حصته في الشركة، في محاولة لتغطية الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد منذ بدء الأزمة.
وبعد نحو 12 عاما على تأسيس جهاز قطر للاستثمار في 2005، بدأ ينكشف حجم الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحق بقطر نتيجة مقاطعة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب لها.
وباع جهاز قطر للاستثمار 4.4 مليون سهم في شركة تيفاني آند كو Tiffany & Co من خلال بنك مورجان ستانلي، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرج، وبعد الصفقة التي تمت عند سعر يراوح بين 94.4 و94.75 دولار للسهم، سيستمر الصندوق القطري في امتلاك حصة 9.5 في المائة في الشركة.
وحتى الآن، ضخ الصندوق السيادي القطري ما يقارب 40 مليار دولار من احتياطياته البالغة 340 مليار دولار، لدعم اقتصاد البلاد خاصة النظام المالي خلال الـ 60 يوماً الأولى للأزمة، وذلك بعد هرب الودائع الأجنبية من المصارف القطرية.
وسبق للصندوق القطري أن قلص حصته في بنك كريدي سويس إلى 4.94 في المائة، كما أنه تخارج بشكل شبه كامل من شركة "روسنفت" خلال الأسبوع الماضي، بعدما كان قد استحوذ على حصة في الشركة الروسية في ديسمبر.
كما سبق للصندوق القطري أن قلص أسهمه المباشرة في مجموعة كريدي سويس إلى 4.94 في المائة.
وكان الصندوق يملك 5.01 في المائة، من حقوق التصويت، وتراجعت نسبة حيازة قطر الإجمالية - بما فيها السندات التي تتحول إلى أسهم إذا ما انخفضت مستويات رأس المال - إلى عتبة معينة إلى 15.91 في المائة، من نسبة الـ 17.98 في المائة، الأصلية.
كما أجبرت المقاطعة قطر على بيع بنك لوكسمبورج الدولى، الذي تأسس قبل 161 عاما من "بريسيشن كابيتال"، الذراع الاستثمارية لأفراد في الأسرة المالكة القطرية من بينهم رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
وأبرمت شركة ليجند هولدنجز الصينية، صفقة للاستحواذ على حصة نسبتها 90 في المائة، فى بنك لوكسمبورج الدولي من الأسرة المالكة في قطر مقابل 1.48 مليار يورو "1.76 مليار دولار"، في أكبر عملية استحواذ لها في الخارج.
وقالت ليجند المالكة لمجموعة لينوفو لأجهزة الكمبيوتر فى بيان "إنها تجري عملية الشراء عبر "بيوند ليب"، وحدتها فى هونج كونج". وكانت "ررويترز" قد أكدت في يوليو أن ليجند تجري محادثات مع "بريسيشن" بخصوص استحواذ محتمل على بنك لوكسمبورج الدولي.
كما تخارج جهاز قطر للاستثمار بشكل شبه كامل من شركة روسنفت خلال الأسبوع الماضي، بعدما كان قد استحوذ على حصة في الشركة الروسية في ديسمبر.
ووقع تحالف يضم جهاز قطر للاستثمار وشركة جلينكور، صفقة مع شركة الطاقة الصينية سيفك، يبيع بموجبها حصة نسبتها 14.16 في المائة، يملكها في شركة روسنفت، التي تملك الحكومة الروسية فيها حصة مسيطرة.
وبعد إتمام الصفقة سيبقى التحالف يمتلك حصة في الشركة الروسية نسبتها 5.2 في المائة، منها 0.5 في المائة، لشركة جلينكور و4.7 في المائة، لـ "جهاز قطر للاستثمار".
وقال بيان صادر عن شركة جلينكور السويسرية، المتخصصة في تجارة السلع الأولية، ونشر في بورصة لندن "إن أسهم التحالف التي يملكها في "روسنفت" ستباع للشركة الصينية بسعر يزيد 16 في المائة، على متوسط سعر السهم الواحد للأيام الـ 30 الماضية".
وأكد إيجور سيتشين رئيس شركة روسنفت توقيع الصفقة، وقال خلال مقابلة مع قناة روسية محلية "إن الصفقة تعد حدثا مهما لنا، كونها تشكل بصورة نهائية هيكل المستثمرين لشركتنا". كما أعرب سيتشين عن رضاه عن أن الشركة الصينية هي التي اشترت حصة في "روسنفت" من الكونسورتيوم.
وكان مختصون دوليون قد أكدوا لـ "الاقتصادية"، أن جوانب الخلل في الأداء الاستثماري لجهاز قطر للاستثمار، لا تختلف عن جوانب الخلل السائدة في أداء الاقتصاد القطري ككل، فمنطق قطر في استثمار الفوائض المالية من بيع الغاز في الأسواق العالمية، الذي ساد قبل تأسيس الجهاز، هو ذاته الوضع الذي ساد في مرحلة ما بعد تأسيس جهاز قطر للاستثمار، حالة من التخبط وعدم وضوح الرؤية، التي كان يتوقع أن يتم التغلب عليها مع إنشاء جهاز قطر للاستثمار عام 2005، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.