غازي العتيبي

في مطلع كل محفل سياسي انقسامات، وأحزاب لكن يظل لصوت الإنسانية صدى يهتز في الأعماق، ويصوب الأحداث، ويجعل كل أمر مطاعا، وهذا هو دور والدنا، وقائدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فهو كالمرهم لكل الجراح، استطاع بحكمته السياسية ان يتناول الأزمة بمنظور إنساني، فأصبحت الحكمة تسير كل خطواته، والبصيرة ترافقه في حله، وترحاله، لم يلبث أن يرتاح إلا وشد رحاله لأطراف النزاع، وجعل همه الوحيد هو أن يلم الشمل، ويوحد الصفوف، لتصبح عيونا ترى بعضها دون نزاع، وعلى الأقل تحل إشكالها بالحوار.

موقفه السياسي كان، ولا زال، موقف سلام يهدئ الأوضاع، ويضع النقاط على الحروف، ليتضح المعنى، فيزول الخلاف، فالخلافات تحل بطريقة التوضيح، وليس الخصام، وهذه أداة من أدوات هذا المحنك السياسي، فهو بمواقفه المشرفة للعالم أعطى للكويت صورة حضارية، مشرقة، مؤسسة على ثقافة الحوار، والإنصات، والبحث بالحلول ليصبح لكل طرف دور، وذلك ما يخمد أي اشتعال، وما يجعلنا نقبل مرة أخرى على بعضنا بتفاهم، وانسجام، وفي مقابل جهود هذا القائد العظيم نجد بالمقابل لجوء البعض إلى الفتن، وتسييس ما يكتبون، وكأنهم لا يريدون للصلح بابا، ومكانا.

يا من تراهم يصعدون الموقف حتى يثيروا الفتن، وتنشغل الناس بالدفاع، أو الهجوم، وتغفل عن ضرورة أخذ الأحداث بحد معقول، وبعين ترى في نفسها المسؤولية عما وصلنا إليه اليوم.

فلنتجاهل أي تعليق، ولنترك عملنا، وشغلنا الشاغل هو ان نسير على خطى هذا القائد، بتحويل الأزمة لفرصة للمساهمة في حل جذور الخلاف، والترفع عن التفاعل مع أوساط سلبية تنتقص من الإنسانية.

بوركت جهودك يا صاحب القلب الطيب، والحكمة الغنية بتفعيل دور السياسة لخدمة الشعوب، وفتح باب الحوار لنحل أشكال اليوم.
إنسانية صاحب السمو درس يدرس للعالم بأكمله، بأن الصناعة الحقيقية للإنسان هو ما يستثمره في تقريب وجهات النظر، ودحض كل الفتن، والسعي بشتى الطرق لإيجاد الحلقة المفقودة، فنحن اليوم بأمس الحاجة لأن نسمع بعضنا البعض، لنفهم مقدار دورنا تجاه بعض.