إبراهيم حميدي 

ظهر أمس صراع أميركي - روسي لـ«ضبط» دور إيران في شرق سوريا عبر السيطرة على معبر حدودي مع العراق. واستعجلت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية التي تدعمها واشنطن، من جهة، وقوات النظام السوري وميليشيات إيران التي تغطيها موسكو، من جهة ثانية، الوصول إلى مدينة البوكمال على حدود العراق، بالتزامن مع تقدم الجيش العراقي نحو معبر القائم مقابلها.

وتقع على الحدود السورية - العراقية 3 معابر؛ يسيطر «داعش» على البوكمال، في حين يسيطر الأكراد بدعم أميركي على اليعربية، وتقيم أميركا قاعدة في معبر التنف. وتسعى قوات النظام وميليشيات إيرانية بدعم روسي للوصول إلى البوكمال التي تقع شرق نهر الفرات حيث تنتشر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية المكون الرئيسي فيها.

وقال قائد «الوحدات» سبان حمو لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات روسية أو سورية قصفت فجر أمس مواقع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» شرق مدينة دير الزور، الأمر الذي نفته موسكو.

وأضاف حمو، إن الغارة حصلت على موقع لـ«قسد» و«مجلس دير الزور العسكري» قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور... و«نريد توضيحاً من الجهات التي قامت بالقصف. لماذا؟ نحن نقوم بقتال تنظيم (داعش) الذي هو خطر على العالم، ودحرنا التنظيم في مناطق كثيرة، وحققنا انتصارات ضده؛ حيث إن (داعش) على وشك الانتهاء. لماذا يقصفون قواتنا؟ هل هم منزعجون من القضاء على داعش».

وأشار حمو إلى أنه اقترح على الروس والأميركيين توفير الدعم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في حربها ضد «داعش»، لافتا إلى أن الاقتراح تجدد قبل أيام على الجانب الروسي. وقال: «روسيا تقول إنها تريد محاربة الإرهاب، إذن كيف تحارب طرفاً فاعلاً ضد الإرهابيين؟».

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الروس يضغطون لعبور قوات النظام وحلفائها النهر والالتفاف للوصول إلى البوكمال.

وأعلن أمس تحالف من ميليشيات تدعمها إيران أن هجوماً بدأ لطرد «داعش» من البوكمال. لكن حمو قال: «لا نريد للعبور أن يحصل، ولا نرغب في أن يحصل».

بدوره، قال الجيش العراقي في بيان إن قوات الجيش و«الحشد الشعبي» و«الحشد العشائري» و«الفوج التكتيكي» لشرطة الأنبار، حررت ناحية عكاشات بالكامل وتفتح طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي، مما يمهد الطريق للوصول إلى القائم على الحدود قبالة البوكمال.