ما زالت السرورية تنظيما خطيرا: أمن الوطن مسؤوليتنا جميعا

قينان الغامدي

لا بد أن نعلم أن «التنظيم السروري» كان وسيلة ومخلب «تنظيم الحمدين!» لنشر الفوضى وهز الاستقرار داخل الوطن، والسعي إلى إسقاط النظام والقفز على السلطة!

كنت وما زلت وسأبقى أنبه وأحذر المواطنين والمواطنات من خطر التنظيمات السرية المتلبسة بالدين كذبا وتضليلا، وأخطرها على بلادنا هو التنظيم السروري المتغلغل في بيئتنا المحلية ومجتمعنا السعودي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وقلت وسأظل أكرر إن الحكومة ليست في حاجتي ولا حاجة غيري ليدلها على هذا التنظيم الخطر، فهي تعرفه وتعرف رموزه وسياسته وهدفه، لكن هدفي هو تنوير المجتمع السعودي بالخطر المتربص به داخل وطنه، من خلال المواعظ الموجهة والمحاضرات المسيسة، والدعوات الملغومة المتظاهرة بالبراءة والتدين!!. 


إن تنظيمات «الإخوان المسلمين، والولي الفقيه، والحمدين» كلها تنظيمات خطرة لا شك، لكنها بالنسبة للسعوديين أصبحت عدوا واضحا ومعروفا ومعلنا، ومقاومة العدو الواضح مهما كانت صعبة وتتطلب قوة وبأسا، فإنه يظل أقل خطرا وبلاء من العدو المستتر، المتخفي داخل ثيابك وبيتك وطريقك ومسجدك ومدرستك ومكتبك ومؤسستك وإدارتك، هذا العدو المتربص هو الأخطر والأنكى والأشد ألما وقسوة وبلاء!!، إنه «العديق!!» أو «السارق المزاح!!» الذي إن انكشف جعلها مزاحا، وإن نجح في سرقته أخذها واختفى!!. 
البعض من المنظرين يخلطون بين تنظيم الإخوان المسلمين وبين التنظيم السروري، والحقيقة أن السرورية من الإخوان ولكن ليس العكس، فالتنظيم الإخواني كما هو معروف تنظيم مصري النشأة، وله جناحه العسكري وتنظيمه السري الذي ارتكب عدة جرائم تاريخية معروفة!!. 
أما التنظيم السروري فهو تنظيم سعودي المولد والنشأة، وهو أخطر على بلادنا من تنظيم الإخوان وغيره، فالتنظيم السروري أخذ التنظيم السري للإخوان بآلياته، ثم لبسه بالثوب السلفي، والسلفية هي المذهب السائد في المملكة، ثم قام ما سمي بالصحوة على أكتاف السرورية في عام 1980 تقريبا، وانطلقت لتنتشر وتعم بلادنا، وتحت غطائها قامت عمليات التجييش والتجنيد، حتى ظهرت السلفية الجهادية، ومن ثوبها خرج تنظيم القاعدة الذي فرخ داعش أخيرا!! 
الأمن السعودي تفوق في هزيمة خلايا القاعدة وداعش في الداخل كما هو ملاحظ ومعروف ومشهود، لكن مهما تحقق من نجاحات أمنية، فما لم يتم تغيير الفكر السروري المتغلغل فلا جدوى من المقاومة، وتغيير الفكر يتطلب فكرا بديلا وجهدا مضاعفا، ولا شك أن القيادة هي أكبر مؤثر ومغير في داخل بلادنا، والأثر الآن واضح، لكن جهد المواطن والمواطنة يظل مهما ومطلوبا، وكلٌّ من موقعه في بيته أو مسجده أو مقر عمله، حيث يجب ألا يسمح لأحد بالهيمنة على عقله وقيادة تفكيره، وألا يسمح لأي أحد بمحاولة خداع الناس من حوله، سواء عن طريق موعظة موجهة، أو فكرة تمس استقرار الوطن وأمنه، أو خداع الناس تحت أي ذريعة مهما كانت!!. 
ولنعرف المزيد من خطر السرورية، فلا بد أن نعلم أنها كانت وسيلة ومخلب «تنظيم الحمدين!» لنشر الفوضى وهز الاستقرار داخل الوطن، والسعي إلى إسقاط النظام والقفز على السلطة!!. 
الوطن وطننا وبيتنا، وسلامته وتطويره مسؤوليتنا جميعا، قيادة وحكومة وشعبا.