كيد السرورية واختلاف الرأي والنفاق: اعرف وطنك جيدا

قينان الغامدي

المهم عندي تنوير المخدوعين بالتنظيم السري للسرورية، المتغلغل في كل تفاصيل حياتنا، وخطر هذا التنظيم، ومن ينسق معهم من التنظيمات المماثلة، أما أنا فلم يعد عندي وظيفة أخاف عليها 

الكيد لدى الحكومة ضدي لم يكن الوحيد لدى التنظيم السروري، بل امتد إلى المجتمع، والمجتمع هو المهم في مشروع التشويه، وذلك بعد أن ضمنوا منذ بداية ما سموه الصحوة أن الحكومة في يدهم وتأييدها مضمون، وهو كذلك فعلا، ولهذا فوجئت في أواخر عام 2001 بملف كامل تم تجميع عدة صور نسائية وأخبار ومقالات لا تعجب التنظيم السروري، والطريف أن الملف من إنتاج مسؤول كبير في مجلس الشورى، هذا الملف تم تقديمه لوزير الداخلية، وكان من ضمن خطابات سرورية أخرى ورسمية ومقالات تنويرية عن موانع ومتاجرة التنظيم بالمجتمع، ومنها مقالاتي اليومية آنذاك، كلها كانت سببا في إقالتي من رئاسة تحرير الوطن، عام 2002، حيث استجابت الحكومة لوشايتهم وانتهى الأمر!!، ومن حسن حظي أن الحكومة اكتشفت تنظيم الإخوان (السروري) في عام 2003، وأعلن الأمير نايف -رحمه الله- أن بلاوي المملكة جاءت من جماعة الإخوان، وهو يقصد السرورية لأن معظم الإخوان السعوديين تحولوا إلى السرورية، ومنذ عام 2003 وحتى عام 2010 نجح التنظيم في إيقافي عن الكتابة خمس مرات، بعضها أسابيع وبعضها أشهر وأطولها عامان ونصف العام، وكل هذه الإيقافات بقرارات حكومية، لأن التنظيم السروري كان وما زال متغلغلا في كل مفاصل البلد، ومنها منابع اتخاذ القرار مع الأسف!!. 
في عام 2011 صدرت صحيفة الشرق التي كنت رئيس التحرير المؤسس فيها، مثلها مثل سابقتها التي أسستها تحريريا مع الزملاء والزميلات صحيفة الوطن!.
منذ صدور الشرق التي نجحت انطلاقتها نجاحا مبهرا، أخذ التنظيم السروري يكيد للصحيفة ولرئيس تحريرها، وتلك الأيام اكتشفت بالصدفة أن التنظيم السروري الذي ولد ونشأ وكبر في السعودية، خادم ووسيلة لتنظيم الحمدين الذي يكيد لبلادنا، ويريد إسقاط نظامها وتولية رموز السرورية السعوديين للحكم، وهذه من أعاجيب الزمان!!. 
المهم أنني كتبت مقالات في صحيفة الشرق أواخر 2012 وبدايات 2013 لخصت فيها أهداف التنظيمين (الحمدي والسروري)، وهنا تصاعد كيد التنظيم السروري، ودعمه تنظيم الحمدين بشكوى عند الملك عبدالله، رحمه الله، فكان فصلي من رئاسة تحرير الشرق بعد أكثر -قليلا- من عام من صدورها!!. 
التنظيم السروري -وهو الآن في مرحلة الأفول- اشتدت وزادت شتائم أتباعه، والسبب معرفتهم الصحيحة أنني كنت أول كاتب يكشف تنظيمهم، وعلى الرغم مما تعرضوا وتعرضت من صدمات ما زال موقفي منهم ومن خطرهم مستمرا، بل متصاعدا، حيث المعلومات تتدفق بغزارة عن التنظيم وأهدافه وأدواته!!. 
وسأعيد مرة أخرى وللمرة المائة ربما، أنني لا أشكو من الحكومة، وليس هدفي إبلاغها، فهي تعرف أكثر مني ومن غيري قطعا!!. 
المهم عندي تنوير المخدوعين بالتنظيم السري للسرورية، المتغلغل في كل تفاصيل حياتنا، وخطر هذا التنظيم، ومن ينسق معهم من التنظيمات المماثلة، أما أنا فلم يعد عندي وظيفة أخاف عليها، ولا مكاسب من أي نوع كان!!. 
أنا لا يهمني أن تعرف التنظيم السروري فقط، ولا أهدافه فحسب، كل مهمتي وهمي واهتماماتي هو أنت أيها المواطن السعودي، أريدك أن تعرف قيمة وطنك بصورة عملية، ولهذا أقول لدى بلادنا عباقرة من الجنسين فلا نئدهم، فاعرف وطنك، واحذر أن تفرط فيه مطلقا وتحت أي ذريعة مهما كانت!!.