أحمد بودستور

قال الشاعر رؤية بن العجاج :
فإن النار بالعودين تذكى
وإن الحرب أولها الكلام


العالم الفرنسي باستور له عبارة تقول (ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف) ففي أول خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة وأمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة يشاركون في الاجتماعات في نيويورك قال فيه أن الدول المارقة والفاسدة تشكل تهديدا للاستقرار والسلم العالمي ويقصد بهذه الدول كوريا الشمالية ونظام الولي الفقيه .
وصف الرئيس ترامب الجمهورية الإيرانية بأنها دكتاتورية فاسدة وأنها الداعم الأكبر للإرهاب في العالم ووصف الاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى أنه محرج بالنسبة لأمريكا ولمح إلى عزم الإدارة الأمريكية على إلغاء الاتفاق أو إعادة النظر فيه واعتبر الاتفاق النووي بأنه أسوأ الصفقات وأنه معيب للولايات المتحدة الأمريكية وكارثي .
وقد شن الرئيس ترامب هجوما عنيفا على الحكومة الإيرانية وقال أنها حولت بلدا غنيا وصاحب تاريخ وثقافة إلى دولة مارقة تصدر العنف وسفك الدماء والفوضى وتدعم جماعات إرهابية لزعزعة أمن واستقرار دول مجاورة بدل تسخير هذه الثروات لخدمة الشعب الإيراني وتحسين مستوى معيشته فأكثر من نصفه يعيش تحت مستوى الفقر وفي وضع مزرٍ .
أيضا هاجم الرئيس الأمريكي بشدة كوريا الشمالية واصفا نظامها بأنه شرير وزعيمها كيم جونغ اون بأنه رجل الصواريخ الذي يخوض مهمة انتحارية للقضاء على نفسه ونظامه . الرئيس ترامب توعد في خطابه كوريا الشمالية بالتدمير الكامل في حال هدد نظامه الدول المجاورة له وهي كوريا الجنوبية واليابان محذرا نظام كوريا الشمالية أن الخيار الوحيد أمامه تخليه عن السلاح النووي .
أيضا توعد الرئيس ترامب بسحق التنظيمات الإرهابية وأنه حان الوقت لفضح الدول التي تدعم جماعات إرهابية في مقدمتها القاعدة وداعش وحزب الله والحشد الشعبي وبقية التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لتلك التنظيمات أشهر من نار على علم والراعي الرسمي للإرهاب الدولي إيران وأيضا الكيان الصهيوني.
كان للجزار بشار نصيب من خطاب الرئيس ترامب فقد وصفه بالمجرم الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن وأن تصرفاته صادمه ووحشية .
الجدير بالذكر أن الكونغرس الأمريكي وافق في اجتماعه الأخير علي توفير 700 مليار دولار ميزانية إضافية لوزارة الدفاع الأمريكية لتطوير الجيش الامريكي وقد كشف الرئيس ترامب عن ذلك في خطابه عندما قال أن الجيش الأمريكي سيصبح أقوى من أي وقت مضى بعد موافقة الكونغرس على طلبه.
يقول المثل (جاك الموت يا تارك الصلاة) ولاشك أن خطاب الرئيس الأمريكي ترامب هو تحذير شديد اللهجة للدول الفاسدة المارقة وقد حددها بالاسم وهي كوريا الشمالية والجمهورية الإيرانية ونظرا لأن هذه الدول تتميز بالصلف والغرور وتنفيذ الأجندة الخاصة بها وتضرب بعرض الحائط كل النداءات والمناشدات العالمية فهي في طريقها للصدام بأكبر قوة على الارض وهي الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو الذي تقوده والأكيد أن الفكر المتطرف الأهوج يقود صاحبه للهلاك وأن غدا لناظره قريب .