مرسى عطا الله

لست مع أى اندفاع باتجاه الغضب أو القلق من أى مناقشات تجرى فى الكونجرس الأمريكى أو الإدارة الأمريكية بشأن تخفيض المعونة الاقتصادية أو المعونة العسكرية لمصر باعتبار ذلك شأنا أمريكيا يخضع لحسابات أمريكية داخلية أو خارجية مازالت محكومة بالخيارات الأربعة التى سبق أن اعتمدها الرئيس الجمهورى الأسبق جورج بوش الأب كاستراتيجية مرنة للسياسة الخارجية الأمريكية منذ عام 1991.

والحقيقة إن هذه الخيارات الأربعة من صنع وصياغة ريتشارد هاس الذى عمل لسنوات مساعدا خاصا للرئيس بوش باعتبار أنها الصيغ البديلة المناسبة للسياسة الخارجية وأهمها ما ورد فى الخيار الرابع والأخير الذى يحبذ صياغة تحالفات مؤقتة بين دول قادرة وراغبة فى مشاركة واشنطن عند التعامل مع الأزمات حال وقوعها وهو ما ينطبق على الحالة المصرية حيث وضح بجلاء قوة وأهمية الدور المصرى فى إنهاء الغزو العراقى للكويت عام 1991.

وأغلب الظن على ضوء السياسة الأمريكية الراهنة تجاه الأزمة السورية ومن قبلها أزمة جزيرة القرم وكذلك التعاطى المتدرج مع أزمة كوريا الشمالية أن ترامب يحبذ الخيار الرابع والأخير للتحالفات المؤقتة بكل ما يترتب عليه من تقلبات فى ترمومتر العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة بين الحين والحين.. ومن ثم فليس هناك ما يدعو للغضب أو القلق من أى قرار جزئى فى العلاقات مع مصر مادام أن هناك ثباتا واستمساكا بالإدراك الصحيح لأهمية مصر وقيمة دورها الإقليمى والدولى خصوصا على صعيد الحرب ضد الإرهاب وهذا ما جرى تأكيده بوضوح فى لقاء السيسى وترامب الأخير فى نيويورك الأسبوع الماضى رغم الصيحات المسعورة فى بعض وسائل الإعلام وجمعيات حقوق الإنسان الأمريكية وجذورها وأهدافها ليست فوق مستوى الشبهات!

والخلاصة أن أحاديث ومناورات تخفيض المعونة الأمريكية ليست بالأمر الجديد وقد سبق لنا التعامل معها بحكمة وكبرياء ولا تعدو كونها مجرد زوبعة فى فنجان العلاقات المصرية الأمريكية!

خير الكلام:

<< العقل مثل بندقية لا يستجيب زنادها إلا للأذكياء!