خالد السليمان

سبق وأن طردت السعودية السفير الأمريكي عام 1988، عندما حاول أن يبدي رأيا أمام الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في صفقة شراء الصواريخ الصينية، فكان الرد عليه بأن هذا شأن سعودي ولا يخص الحكومة الأمريكية، ولم يكد يغادر مكتب الملك حتى أبلغ بأن لديه 24 ساعة لمغادرة البلاد، لذلك لن يكون السفير الكندي أكثر حصانة من السفير الأمريكي، ولن تكون العلاقة مع حكومة بلاده أكثر أهمية من العلاقة مع حكومة الدولة العظمى الأولى على وجه الأرض، فالسيادة السعودية خط أحمر، كان أحمر خلال أزمات مع دول كبرى كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وما زال أحمر، وسيبقى أحمر، هذه هي الرسالة الدبلوماسية السعودية لكل من يتدخل في شؤونها الداخلية!

تدخل السفارة الكندية في شأن سعودي خالص مثل وقاحة وعبر عن استعلاء لم يكن من الممكن قبوله، وبرأيي الشخصي أن كندا كانت في غنى عن مثل هذا الموقف من قضايا تخص مواطنين سعوديين ينظرها النظام العدلي السعودي لولا أنها ربما لم تكن تعبر عن موقف ذاتي بقدر ما كانت مجرد حامل رسالة، والرد القاسي الذي تلقاه الكنديون هو في الحقيقة رد يتجاوزهم إلى كل من حملت الرسالة الكندية طابع بريده من حكومات دول أرادت ممارسة الضغط والابتزاز!

وقضايا حقوق الإنسان كانت دائما من أدوات الضغط والابتزاز لدى الحكومات الغربية ومنظماتها الدولية، لكن هذه الحكومات تمارس سياسات مزدوجة تخدم مصالحها فترسل قواتها أو مرتزقتها لزرع ألغام الدمار وسفك الدماء في دول العالم الثالث، أو تغض الطرف عن جرائم الإبادة التي تتعرض لها الأقليات المستضعفة حسب اتجاهات مصالحها!

الخلاصة أن السعوديين بعثوا رسالة جوابية مفادها أن شؤونهم الخاصة ليست مجالا لأي تدخل من أي جهة كانت.