مايكل نايتس&

على الرغم من فوز تحالف العبادي بـ42 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، إلا أن العبادي بحد ذاته لا يسيطر سوى على ستة مقاعد. وفي المقابل، يسيطر الزعيم الكردي مسعود بارزاني على ما يقل عن 26 مقعدا، بينما يشكل الفصيلان الشيعيان «تيار الحكمة الوطني» وتحالف «سائرون» حاليا نواة الحكومة المقبلة. ومع ذلك، يُنظر إلى هذه النتائج وتأثيرها على توازن القوى في بغداد بشكل مختلف داخل العراق وخارجه.
ومن اللافت للانتباه أن العراقيين كانوا أقل تركيزا على إيران خلال هذه الدورة الانتخابية. فهم يعلمون أن بلادهم ليست على ما يرام، وبالتالي يعتبرون أن اختيار السياسيين القادرين على معالجة الوضع يبدو أكثر أهمية بالنسبة لهم من اتباع خطوط حزبية طائفية. فعلى سبيل المثال، ركَّزت ثلاث نقاط مركزية في برنامج «سائرون» على إعادة بناء العلاقات مع الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي.


وعلى الرغم من ذلك، فإن إعادة فرض عقوبات أميركية ثقيلة على إيران ستصبح بلا شك مسألة ساخنة بالنسبة للعراقيين. فبعضهم يعتقد أن الاقتصاد العراقي سيستفيد إذا ما أبقت العقوبات بعض الواردات الإيرانية خارج العراق.


وفي كافة الأحول، ففي حين أن وضع العراق الراهن ليس خطيرا بنفس القدر الذي شهدته البلاد في الفترة 2011-2014، إلا أنه تتم إضاعة الفرص لتحسين الأمن. وبينما تم تشتيت «تنظيم داعش»، إلا أنه من نواحٍ معينة أصبح التعامل مع هذا التنظيم أكثر صعوبة. وما زال العراقيون غير مستعدين لتولي المرحلة التالية من القتال بمفردهم نظرا لافتقارهم إلى القدرات الضرورية لمكافحة التمرُّد ومكافحة الإرهاب. ونتيجة لذلك، تواجه البلاد اليوم مستويين مختلفين من التهديد. فخلال ساعات النهار يتخذ تنظيم داعش موقفا دفاعيا، ولكنه يتمتع بحرية تنقُّل مطلقة في مناطق أساسية أثناء الليل.
وعلى نطاق أوسع، تُعتبر العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق غير متوازنة وتحتاج إلى إعادة تقويم. فبغداد تريد من واشنطن أن تُبدي مرونة فيما يتعلق بسياساتها تجاه العراق، بينما يريد المسؤولون الأميركيون معالجة مشاكل البلاد بسرعة أكبر بعد مضي عدة سنوات على انخراطهم العميق في العراق. ومن جانب آخر، تريد إيران إبقاء العراق ضعيفا ومعتمدا عليها.&
وللحد من تأثير طهران السلبي على العراق، ومساعدة الحكومة العراقية على تعزيز قوتها وشفافيتها، لا بد لواشنطن من أن تتحلى بالصبر وتعمل عن كثب مع المسؤولين في بغداد. وبالمثل، يجب أن تكون العقوبات الأميركية المفروضة على إيران مصممة بما يراعي مصلحة العراق.&
ويجب على واشنطن أيضا توفير المزيد من المساعدات، فيما يتعلق بالاستخبارات المالية وجهود مكافحة الفساد وبرامج التدريب والحماية المخصصة للقضاة، فضلا عن الدعم في مجال الاستخبارات المضادة ومكافحة الإرهاب لمواجهة تنظيم داعش.
&


*زميل أقدم بمعهد واشنطن- عمل ملحقا بقوات أمن محافظات العراق - (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط) - الأميركي