علي العمودي&

إدانة الإمارات للعمل الإرهابي في أفغانستان، وحصد أبرياء، وكذلك العمل الجبان الذي استهدف مارة أبرياء في لندن، ومن قبله الهجوم الإرهابي الدنيء والخسيس على رجال الدرك في الأردن الشقيق، هو موقف مبدئي في التضامن مع الأشقاء والأصدقاء، وينطلق من إدراك عميق ومبكر بضرورة تضافر الجهود لاجتثاث آفة مدمرة تطل بوجهها القبيح بين الفينة والأخرى في مناطق مختلفة من عالمنا في شرقه وغربه، وشماله وجنوبه.
يشدد الموقف الإماراتي المبدئي الأصيل على ضرورة التصدي معاً لآفة الإرهاب اللعينة، ومجرمين أفاقين محترفي سفك دماء الأبرياء، وترويع الآمنين، ونشر الخراب ممن يختبئون خلف الدين الحنيف، ويشوهون صورته السمحة وقيمه النبيلة ورسالته العظيمة، بل ويتجرؤون على تمجيد أفعالهم الدموية باسم دين الحق، وهو منهم براء.


هذه الحوادث الإرهابية التي تظهر، تعد سانحة تذكر المجتمع الدولي مجدداً لتحمل مسؤولياته في تعزيز الجبهة العالمية للحرب على الإرهاب بمبادرات مشتركة صلبة وواضحة لا تقبل المواقف الرمادية مع الذين يوفرون الدعم المادي والمعنوي للإرهاب، والملاذ الآمن للإرهابيين، فازدواجية المواقف هذه غير مقبولة، بل إن بعض المجموعات والعناصر الإرهابية والمتطرفة استغلت ثغرات في قوانين بعض البلدان الأوروبية، وأقامت منصات لنفث سمومها، وشبكات لتجنيد عناصر إرهابية تكون أدوات بيدها.


في منطقتنا هناك أنظمة مارقة على غرار نظام الملالي في طهران، وتنظيم «الحمدين» في الدوحة وأدواتهما في المنطقة، كحزب«اللات» في لبنان والميليشيات الإرهابية الحوثية في اليمن، تقف وراء شراذم الإرهاب ممن يسعون لتقويض أمن واستقرار مجتمعاتنا، وتوظف الآلة الإعلامية التابعة لها لضخ الأكاذيب ونشر فتاوى وخطابات الكراهية، والتحريض والفتن المذهبية والطائفية، وشرور هذه الأنظمة وأذرعها الإرهابية لا تقتصر على منطقة دون أخرى، فالإرهاب يحرق ويستهدف كل جميل وإنساني في هذا الوجود.


لقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة جملة من الإجراءات الاستباقية والاحترازية المعززة بتشريعات قانونية على مختلف الصعد، الأمنية والاقتصادية والفكرية للتصدي للفكر المنحرف والشاذ وخطاب الكراهية، وإقصاء الآخر في تجربة تعزز ما تنعم به اليوم من رخاء وازدهار وأمن وأمان، وتحصن بها أجيال المستقبل من شرور آفة تستهدف الحضارة الإنسانية.
لقد جعلت التجربة، وهذه المبادرات الإمارات في موقع متقدم على الخطوط الأمامية من الجبهة العالمية للحرب على الإرهاب واستئصال شأفته، وتتوحد مع جهود الخيرين نحو غد آمن يسوده الاستقرار والسلام.

&

&

&