&رشيد الحاحي

&ما معنى أنك مغربي، اليوم؟ هذا هو السؤال الذي حان الوقت لطرحه، والأسباب الداعية لذلك هي كالأتي:

- تعقد الظرفية الدولية والوضع الإقليمي والداخلي، وتعدد العوامل والمؤشرات السياسية والاقتصادية التي تثير السؤال والقلق حول مستقبل الكيانات القطرية، خاصة الصغرى، وقدرتها على حفظ مصالحها ودرجة من استقلاليتها في ظل معادلات النظام والسوق العالمية الجديدة.

- فشل جل المشاريع والعروض والبدائل السياسية التي توالت على تأزيم الوجدان الفردي والمجتمعي وإحباطه، خاصة الحاملة لخطابات الإصلاح والتغيير وبمسوغات وجدانية وأخلاقية ومنها الحركة الوطنية والأحزاب القومية والحركة الإسلامية.

- تفاقم الإحساس باليأس على عدة مستويات وازدياد منسوب الاحتقان نتيجة الأعطاب التي تعرفها الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفشل في تطويرها بما يستجيب لطموحات شرائح واسعة من المواطنين.

- ضعف حس الانتماء والإيمان الفعلي بالمشترك ووحدة الوجود والمصير.

- استشراء قيم الانتهازية والفساد والمصلحة الخاصة، وتقلص حيز المواطنة الفعلية، على عدة مستويات في بنية الدولة ومكونات المجتمع.

- حالة الهجانة التي تطبع الوضع الهوياتي والثقافي العام، وحالة الفراغ و"الحريك" الوجداني لدى الأفراد والجماعات، خاصة ذات الانتماءات الإيديولوجية والدعوية والقومية.

والسؤال يجب أن يطرح على:

أولا: على مالكي السلط والمسؤولين في المستويات العليا والمؤسسات الكبرى، على الأحزاب والسياسيين ومدبري الشأن العام والشأن المحلي والجهوي؟

ثانيا: على مالكي الثروة وعائدات الاقتصاد من بورجوازية كبرى ومتوسطة، وعلى المنتفعين من الموارد والإنتاج الوطني في عدة مجالات؟

ثالثا: على النخب الثقافية والفاعلين في مجالات الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، وفي المجالات الوسيطة بين الدولة والمجتمع؟

رابعا: على كل أفراد المجتمع ومكوناته، وعلى كل مواطن ومواطنة؟

تناول هذا السؤال اليوم، يتطلب نقاشا مجتمعيا كبيرا وواسعا، يؤسس لبرديكم ولمفهوم جديدين للوطنية الفعلية والمواطنة والانتماء الصادق لمغرب للجميع.