طه حسيب

«جابان تايمز»

تحت عنوان «اليابان في 2018..عشر مفاجآت محتملة»، نشرت «جابان تايمز» اليابانية أول أمس مقالاً ل«جاسبر كول»، رئيس ما يعرف ب«شجرة الحكمة في اليابان»، الذي تنبأ بأن العام الجديد سيكون جيداً بالنسبة لليابان، بسبب زيادة معدلات الثقة في الحكومة،

وأيضاً زيادة معدلات النمو على الصعيد العالمي، والتي بلغت 3٪، ويطرح الكاتب مجموعة من التوقعات أولها: أن يقوم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بزيارة بيونج يانج وتقديم ضمانات قيمتها تريليون دولار لتطوير البنى التحتية في كوريا الشمالية. من الصعب تحقيق هذا السيناريو، خاصة في ظل ضعف احتمالات حدوث انفراجة في أزمة بيونج يانج، ومن منظور اقتصادي، تعد العلاقات بين اليابان وكوريا الشمالية منطقية، فالأولى تتمتع بوفرات رأسمالية وقدرات تقنية فائقة، في حين لدى الأخيرة وفرة في الموارد الطبيعية والأيدي العاملة. وبما أن رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» له سجل حافل بالدخول في مشروعات كبرى للبنى التحتية، فإنه يستطيع القيام بهذه الخطوة، التي قد تجعله مؤهلاً للحصول على جائزة نوبل للسلام. ثانيها: أن التخفيض المتسارع في قيمة الين الياباني مقابل الدولار، بحيث يصبح الأخير معادلاً ل 150 يناً يابانياً، سيجبر الصين على تخفيض قيمة اليوان مقابل الدولار بنسبة 30%. ثالثاً: رئيس:الاحتياطي الفيدرالي«الأميركي سيطبق الإجراءات التي يستخدمها بنك اليابان وسيقوم بتثبيت نسبة العوائد على السندات في حدود 2.5٪، ويرى الكاتب، إذا تحققت أمنية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحقق الاقتصاد الأميركي نمواً بنسبة 4٪ فإن العائد على السندات الحكومية الأميركية سيرتفع إلى 6٪ بدلاً من 2.5٪ الموجودة حالياً. رابع المفاجآت المحتملة التي يطرحها الكاتب، هو أن تقوم شركة تويوتا اليابانية بشراء شركة تسلا المتخصصة في السيارات الكهربائية، على تحقيق التكامل بين مصانع الشركتين ليتم تدشين أكبر مصانع لإنتاج السيارات في العالم. خامساً: قيام «شينزو آبي» بطرح عملة إلكترونية آسيوية، لتكون العملة الإلكترونية الأولى التي تحظى بدعم البنك المركزي. سادساً: ابتكار ما يعرف ب«اختبار الوسائل المالية»، للحد من الدعم المالي الذي يتلقاه الأثرياء في خدمات الرعاية الصحية، ذلك لأن فرض الضرائب في اليابان على الأثرياء لا يزال يحظى بتأييد شعبي. سابعاً: انضمام اليابان إلى بنك الاستثمار في البنى التحتية الآسيوية الذي تقوده الصين، فالصين واليابان يقدمان نفسيهما على أنهما بطلان في نشر المؤسسات متعددة الأطراف، وهذا يعني أن انضمام طوكيو لهذا البنك سيكون مؤشراً يؤكد استقلالية القرار الياباني وفي الوقت نفسه التزام طوكيو بالتعددية على الصعيد الدولي. ثامناً:عودة ارتفاع أسعار العقارات اليابانية تصل إلى المعدلات التي كانت عليها في حقبة التسعينيات. مستوى الأسعار يصبح جيداً عندما يكون أقل بنسبة 40% عما كان عليه إبان الفقاعة العقارية خلال عامي 1990 و1991. لمن في 2017 بات المطورون العقاريون أكثر جرأة، وصارت أسعار الشقق الفارهة تتراوح ما بين 5 إلى 6 ملايين دولار أميركي. تاسعاً: أن تصبح طوكيو محوراً للإبداع الآسيوي. عاشراً: مفاجأة كروية، تتمثل في فوز اليابان على ألمانيا في كأس العالم المقبل المقرر انعقاده في روسيا يوم 14 يونيو المقبل.

«ذي كوريا هيرالد»

في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان« الأمل لا يزال قائماً»، طرحت«ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية ما تراه آمالاً وفرصاً في 2018، تتعلق أولاً بكوريا الشمالية، التي تشكل واحداً من أخطر التحديات بالنسبة لكوريا الجنوبية، لما لديها من برامج نووية وصاروخية، قد تثير المخاوف بشأن اندلاع حرب بين واشنطن وبيونج يانج. وعلى ضوء ما شهده العام المنصرم من تطورات، لن يكون من السهل نزع أسلحة الدمار الشامل من نظام كوريا الشمالية المارق. ففي 2017 أجرت بيونج يانج 6 تجارب نووية، وأطلقت 20 صاروخاً بالستياً، وادّعت أن آخر تجاربها الصاروخية كانت لصاروخ عابر للقارات قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، ما جعل البعض يصف ما جرى من تصعيد كوريا شمالي بأزمة هي الأخطر منذ الحرب الكورية (1950-1953)، والإحساس بالأزمة جعل اليابان وهاواي تجري مناورات لأجهزة الدفاع المدني من أجل التدريب على مواجهة هجمات نووية كورية شمالية محتملة. وتأسف الصحيفة للتلويح بالخيار العسكري ضد بيونج يانج، لأنه وأيضاً تشديد العقوبات ضد نظام كيم أون لم تضع حداً لطموحات بيونج يانج النووية والصاروخية. وتطالب الصحيفة بأن تكون الضغوط الدولية مصحوبة بجهود لاستئناف المفاوضات بمشاركة اليابان وروسيا والصين. على الصعيد الداخلي، تأمل الصحيفة بتضييق هوة الخلافات السياسية والأيديولوجية التي تنامت في كوريا الجنوبية العام الماضي، ولا تزال تشكل تحديا في 2018، فالإطاحة بالرئيس السابق "بارك جوين هي"، هي الأولى في البلاد، قد أوجدت استقطاباً بين الليبراليين الذين ملؤوا فراغ السلطة، والمحافظين، الذين يتهمونهم بسرقة السلطة. وتأمل الصحيفة في ظهور حزب ثالث قوي قادر على تخفيف حدة الاستقطاب الراهن بين الليبراليين والمحافظين.

"ذي موسكو تايمز"

تحت عنوان "روسيا ربما تتغير كلياً في 2018"، نشرت "ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الأربعاء الماضي مقالاً ل"أرتيمي تروتيسكي" اختصر فيه التحولات الكبرى التي مرت بها روسيا، منذ عشرينيات القرن الماضي، طارحاً تساؤلاً مؤداه: كيف سينظر المؤرخون إلى روسيا في السنوات الأخير من العقد الراهن؟ الكاتب يجيب بالقول إن هؤلاء المؤرخين يتعين عليهم النظر إلى عقود سابقة ويسترشدوا بها لتقييم المشهد الراهن في روسيا. في عشرينيات القرن الماضي، سادت الحرية الاقتصادية، ثم أدى الخيال السياسي إلى بلوغ "نقطة تحول كبرى" صوب الشمولية وتكريس السلطة المطلقة للقائد. وفي ثلاثينيات القرن الماضي، تم تجهيز البلاد آنذاك للحرب، وفي أربعينيات القرن العشرين: بلغت الحرب الباردة ذروتها وظهر الابتزاز النووي، ونمت النزعات القومية والدعاية المعادية للسامية. وفي الخمسينيات: ظهرت طفرة علمية كبيرة وازدهرت الثقافة واختمرت الأيديولوجية. وشهدت ستينيات القرن الماضي حرباً ضد المعارضين أو "المنشقين" وتم تأسيس ما عُرف لاحقاً بالنظام الراكد. وفي السبعينيات، انزلق الاتحاد السوفييتي في أتون حرب أفغانستان وظهرت الأزمة الاقتصادية والمتاجر الخالية من السلع. وفي الثمانينيات: ظهرت إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة النطاق، تم تسميتها ب"البروسترويكا" التي كانت تهدف إلى تحويل المجتمع بسرعة صوب الديمقراطية. وفي تسعينيات القرن الماضي، اشتعلت الحرب في الشيشان وتفاقمت الأزمة المالية بوتيرة أفقت الروس ثقتهم في السلطة الحاكمة. ومع بداية القرن الجديد، أو ما يسمى (الألفينات)، نمت ثروات روسيا من النفط والغاز، وازداد الفساد، ودخلت موسكو في صداقة وسلام مع الغرب، وذلك على رغم الحرب في جورجيا. ولدى الكاتب قناعة بأنه كي نفهم ما يجري الآن في روسيا علينا الاهتمام بما شهدته قبل 100 عام من الآن، أي ما جرى عان 1917 حيث شهدت روسيا تغيرات كبرى وثورة ودعوات للإطاحة بالقيادة. ولا يوجد شيء يخيف القيادة الحالية في روسيا أكثر من تكرار ما جرى في 1917، ولذلك فإنها تبذل قصارى جهدها للتقليل من الاحتفاء بذكرى (الثورة البلشفية)، أو أية أحداث أخرى.