جويس كرم 

مع دخول التظاهرات في إيران أسبوعها الثاني، أبلغ أندرو بيك، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «الحياة» أن الإدارة تسعى الى «تغيير في سلوك إيران»، لا الى تغيير نظامها.

وقال بيك، وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية، وانضم الى حملة ترامب قبل توليه منصبه في الخارجية الشهر الماضي، إن إدارة الرئيس الجمهوري لن تلتزم الصمت حين يتعلّق الأمر بحماية المتظاهرين في إيران.

وأكد في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن الإدارة «تراقب الوضع عن كثب في إيران، وتلحظ المفارقات بين هذه التظاهرات وتلك التي نُظمت عام 2009». ولخّصها بالرقعة الجغرافية الواسعة للاحتجاجات الآن، وبكون مسبّبها الواقع الاقتصادي. وأضاف أن التشابهات تكمن في أن الموجتين تمسّان همّاً أوسع، يتمثل في علاقة المواطن الإيراني بالنظام.

وأشار بيك الى أن الأولوية الأميركية الآن تتمحور حول ضمان عدم حدوث عنف، لاقتاً الى أن الاتصالات مع الأوروبيين والمحادثات داخل الإدارة تصبّ في هذه الخانة. واستغرب تعليق مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على التظاهرات، اذ اعتبره «من لهجة الصمّ»، وزاد: «أن يذكر (خامنئي) حزب البعث العراقي، والذي لم يعد (يشكّل) تهديداً منذ نحو عقدين، أمر غريب». ورأى أن الاحتجاجات تستهدف فشل النظام في تأمين الحقوق الأساسية لمواطنيه، و «ليست حول الخيال الخارجي لخامنئي».

ورفض بيك دعوات من منتقدي الإدارة الى التزام الصمت، لئلا تُستخدم تصريحات ترامب وتغريداته في تعزيز المتشددين، مشدداً على أن الإدارة ملتزمة التعبير عن وجهة نظرها، ولحماية المتظاهرين وعدم إبقاء هوياتهم مجهولة، ومن أجل «إحداث توازن بين النظام الإيراني والمواطن العادي».

ورداً على سؤال عن المغزى من هذا الدعم، بعد فشل تجربة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في سورية ودعوته الرئيس بشار الأسد الى التنحي عام 2011، اعتبر بيك أن الأمر يختلف بالنسبة الى ترامب في إيران، وزاد: «نتحدث فقط عن حماية المتظاهرين واحترام حقوقهم، وفي نهاية المطاف نريد أن نرى النظام يغيّر سلوكه في أكثر من وجه، إنما تحديداً مع المتظاهرين».

وشدّد على أن الإدارة الأميركية تريد «تغييراً في سلوك النظام»، لا تغييره في إيران. وأكد أن البحث يُجرى في شأن أكثر من آلية، بينها العقوبات للضغط على النظام وضمان حماية المتظاهرين.

ورداً على سؤال عن مخاوف محتملة من استهداف طهران مصالح حيوية أميركية في المنطقة، أو الجيش الأميركي في العراق وسورية، رداً على الضغوط، قال بيك إن التركيز محصور في حقوق المتظاهرين وحمايتهم، واستدرك: «نأمل بألا يحوّل النظام الانتباه عن مشكلاته الداخلية، من خلال الضرب في الخارج، ولأن مشكلات إيران داخلية». وأثنى على الموقف الأوروبي، لافتاً الى أن الهدف مشترك الآن، بالعمل ثنائياً ودولياً لحماية المحتجين.