الرياض

اتهمت إيران في الأمم المتحدة، أمريكا بالتدخل في شؤونها الداخلية، متناسية أن أصابعها لا تزال تحرك جماعات مسلحة داخل عدة دول، سعيا إلى زعزعة استقرارها وفرض نفوذها في المنطقة، وفي محاولة منها لتغطية واقع التظاهرات التي تشهدها البلاد.


تأتي "شكوى إيران" من التدخلات الخارجية، في الوقت الذي تتدخل فيه هي في شؤون دول مثل اليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان، بل وتتباهى بسيطرتها على عواصم عربية، بحسب "سكاي نيوز". وشكلت طهران لاعبا أساسيا في سورية، إذ أرسلت قوات من الحرس الثوري وحزب الله الإرهابي لدعم القوات النظامية منذ بداية الحرب. ولا يزال يعاني اليمن انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي سيطرت على العاصمة صنعاء وارتكبت جرائم حرب وجندت الأطفال، إضافة إلى عملها على تدمير اقتصاد البلاد ونهب أموالها. وتهرب إيران الصواريخ والأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في هجماتهم، حيث ثبت أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية هي إيرانية الصنع.
في لبنان، تزداد فجوة الانقسام في البلاد بسبب حزب الله المدعوم من إيران، الذي يرفض التخلي عن قوة السلاح أو وقف التدخل في مجريات الحياة السياسية، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء سعد الحريري إلى تقديم استقالته، قبل أن يعود ويتراجع عنها.
كما تلعب إيران دور المتحكم في مجريات الحياة السياسية والعسكرية في العراق، كما كشفت دول خليجية عدة خلايا إيرانية تعمل على زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى.
ومع اتساع رقعة المظاهرات التي تشهدها إيران، التي بدأت بصورة سلمية لكن قوات الأمن واجهتها بالقوة ما أسفر عن مقتل واعتقال عشرات، طلبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، عقد "اجتماعين طارئين لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان في جنيف "لبحث التطورات في إيران والحرية التي يطالب بها الشعب الإيراني".
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عن أسفه لخسارة أرواح في إيران، داعيا إلى "تجنب مزيد من أعمال العنف".

وفي سياق متصل، نشر الحرس الثوري في إيران قوات في ثلاثة أقاليم لإخماد الاحتجاجات، وفي مؤشر على مخاوف في الدوائر الرسمية من صمود الاحتجاجات لتلك المدة قال الميجر جنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري "إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة الفتنة الجديدة"، بحسب تعبيره.
وسقط أغلب القتلى في تلك الأقاليم. وكان تدخل الحرس الثوري أساسيا في قمع انتفاضة في 2009 قتل خلالها عشرات المتظاهرين. وأدان خامنئي تلك الاضطرابات ووصفها بأنها "فتنة".
وتحولت الاحتجاجات، التي بدأت الأسبوع الماضي بسبب الإحباط من الأزمات الاقتصادية التي يعانيها الشباب والطبقة العاملة، إلى انتفاضة ضد السلطات والمزايا التي تتمتع بها النخبة خاصة المرشد علي خامنئي.

وفي تحد لتهديد من القضاء بمواجهة عقوبات تصل إلى الإعدام حال الإدانة بإثارة الشغب استأنف متظاهرون احتجاجاتهم بعد حلول الليل مع خروج مئات للشوارع في ملاير بإقليم همدان وهم يهتفون "الناس يتسولون والزعيم الأعلى يتصرف كإله".
وأظهرت لقطات على مواقع للتواصل الاجتماعي متظاهرين في بلدة نوشهر في شمال البلاد وهم يهتفون "الموت للديكتاتور"، في إشارة على ما يبدو لخامنئي.
ويبدو أن الاحتجاجات تخرج بشكل عفوي دون قائد واضح وتظهر على وجه الخصوص في الأحياء التي تقطنها الطبقة العاملة والمدن الأصغر، لكن بدا أيضا أن حركة الاحتجاج تجتذب بشكل متزايد الطبقة المتوسطة المتعلمة ونشطاء تزعموا احتجاجات 2009.
وعبرت أكثر من 100 ناشطة عن دعمها للاحتجاجات الجديدة كما حث محامون بارزون، من بينهم شيرين عبادي الناشطة الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، طهران على احترام حق المواطنين في حرية التجمع وحرية التعبير المكفولتين بموجب الدستور.