فاتح عبد السلام

الكلام عن الفساد الموجود بيننا، وهو حديث صفوة العملية السياسية ، يقابلة متلازمة سياسية لافكاك منها هي العجز الذي ينتابنا في مواجهته . تناقض صريح يوضح ان الجميع يجلسون في مركب واحد لكن اماكن المقاعد مختلفة ، فهناك متصدرون في الامام ،وهناك متوارون مفعوسون في الخلف، وآخرون مترقبون قرب النوافذ، وبعضهم يفكر ، مجرد تفكير ، بالقفز من المركب ، لكن الى أين ؟. هذا هو السؤال الذي حين نجد اجابته نكون في منطقة نستطيع فيها في الشروع ببناء العراق الجديد فعلاً، وليس كلاماً ،كما هو حاصل الآن . ما معنى أن نشخص الخلل ونعلن عجزنا عن اصلاحه . وما معنى أن يمنحنا الدستور صلاحيات الاصلاح والتغيير في كثير من السياقات ،ونقف عاجزين نستجدي الدفع والدعم من جهة ما ،مرة داخلية دينية ومرة خارجية نفعية وثالة اقليمية لا ترى العراق سوى تابع ذليل تستطيع متى تشاء ليّ رقاب الحاكمين فيه . بعد أربعة عشر عاماً من تغيير الوضع السياسي ، لا نزال عند نقطة الصفر في البناء المؤسساتي وبناء الاعمار والتنمية . كل الاجراءات التي توحي ظاهراً بالصناعة والزراعة والتجارة، إنّما هي احتراقات دخانية داخلية لجزء من الموازنات التي بددت بطرق شتى وفنية في العراق طوال هذه السنوات العقيمة . ليس هناك مشروع سياسي للبلد يضمن العدالة والسلم وعدم اشهار السلاح داخلياً . كما لا يوجد مشروع اقتصادي تنموي عملاق ينتشلنا من فقر موازنة النفط التي ندور في دوامتها من دون مخرج. وسبب هذا الضياع هو الفشل المريع في ايجاد تعريف للهوية العراقية لهذه الدولة التي تقوم على هذه الارض ولها هذا الشعب . تناقضات مخيفة من دون اجابات ، والجميع يسير ويساير ، كأنّ ما يحدث حاصل في بلاد اخرى. ألم نشهد الاحتفالات الكبيرة بأعياد الميلاد في كل العراق ، في حين جميع المحتفلين شهدوا ما حدث أمام عيونهم في تهجير المسيحيين جماعياً من دون أن يكون

لهم أن يفعلوا شيئاً . حتى احتفالات ذكرى تأسيس الجيش العراقي أصغر قامة من مواسم المسميات العسكرية الاحتفائية الأخرى في البلد .

الآن ، جاءت الاطروحة الجديدة ومفادها :اذا لم نقض على الفساد سيعود داعش للعراق . ما معنى هذا التناقض الجديد في شتم الفساد والتعايش الودي والتحالفي أحياناً مع الفاسدين.