بلقيس النجار

 تعودنا ان تطل علينا الصحف، بين فترة وأخرى، بإحصائيات تتعلق بالكويت، وتتضمن في الغالب مقارنات بين وضع أو مرتبة الكويت بدول أخرى في مجالات مختلفة، زاعمة أنها الحقيقة الثابتة التي لا جدال فيها. واللافت للنظر ان غالبيتها تنطوي على مغالطات وأرقام لا تمت الى الواقع او الحقيقة بصلة، بل بمفهوم اجنبي بحت يطبق بطريقة عمياء على جميع دول العالم.


ومن ضمن هذه التقارير ما طالعتنا به صحيفتنا القبس الغراء، بعددها الصادر يوم الأربعاء، الموافق 2018/1/10، عن إحصائية تحدثت عن وضع اللغة الإنكليزية في الكويت، حيث وضعتها بمرتبة متدنية بين دول العالم، وعلى الأخص بعض الدول العربية. وبداية أقول ان هذه الإحصائية لا تمت الى الواقع بصلة، ولا أقول ذلك بصفتي متخصصة في مجال تدريس اللغة الإنكليزية فحسب، ولكن من واقع معرفة ومعايشة يومية للواقع التعليمي والحياتي في الكويت. وقد تكون اللغة الأنكليزية في الكويت ليست بالمستوى الذي نطمح إليه، ولكن بالتأكيد أن مستواها أعلى بكثير من الدول الأخرى التي وضعت في القائمة. فأنا أجزم ان الكويت تحتل مرتبة متقدمة في استعمال الإنكليزية بين الدول التي تستعملها كلغة ثانية او لغة أجنبية، فإتقان الكويتي للغة الانكليزية افضل بكثير منه في الدول العربية المذكورة في القائمة، بالإضافة الى ان استعمال اللغة الانكليزية في الكويت أكثر انتشارا بين الشباب عنه في دول أخرى.


وعند رجوعي إلى موقع EF EPI، الذي أصدر هذه الاحصائية، نجد أنه في الملخص الذي ذكره عن الكويت، أشار الى ان متوسط سنوات دراسة اللغة الانكليزية هو تقريبا سبع سنوات، بينما الحقيقة هي اثنتا عشرة سنة. ونجد كذلك ان هذا الموقع ذكر تعداد السكان 2.832.777 نسمة، اي ما يقارب ثلاثة ملايين نسمة، بمعنى ان هذه الاحصائية شملت العمالة بجميع أنواعها، وخاصة العمالة الهامشية الوافدة من بعض الدول، التي لا تستخدم اللغة الإنكليزية، او ربما لا تعرف القراءة او الكتابة، مع الأخذ بالاعتبار عمالات أخرى تتقن اللغة الانكليزية وتستعملها في العمل.
لذا، من الواجب علينا ان نتوخى الحيطة والحذر من الاحصائيات والتقارير الدولية، وان نتجنب نقل او نشر الدراسات غير الدقيقة والمغلوطة، لما لها من تأثير سلبي في المجتمع، وتشويه للحقيقة ولصورة الكويت في العالم.