أشرف العشرى 

إنه حقا أمر مثير للدهشة والتعجب والاشمئزاز تلك السياسات القطرية المتناقضة والمنحرفة سلوكا وتوجها فاضحا تجاه التعاطى مع كل ما يتعلق بمصر وشعبها ففى الوقت الذى جندت فيه الدوحة وقيادتها المنفلتة من كل عقال وعقل منصات إعلامية عديدة مضادة ومأجورة وسيئة الفعل والغرض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى سواء فى قطر مثل قناتها المشبوهة «الجزيرة» وما أدراك ما تفعله يوميا وعلى مدى الساعة ضد وطننا مصر ومنصات أخرى منفلتة تبث سموما ليلية وأحقادا وسخائم ضد الشعب المصرى فى تركيا المعادية والحاقدة سياسيا علينا برعاية وتكليف وانفاق وتوجيه قطرى معلوم للكافة.

فى ضوء كل ذلك يخرج فى الأيام الماضية علينا وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثان يغازل الشعب والقيادة المصرية بأوهام لا تصادف الحقيقة عن رغبة واستعداد بلاده للمصالحة وحل الخلافات الثنائية وفتح صفحة جديدة فى العلاقات الأمر الذى يجعل كل مصرى وطنى غيور محب لوطنه يتساءل ويرفع الصوت عاليا من نصدق وأيهما يمثل التوجه القطرى البغيض ضد مصر تلك المنصات والقصف الاعلامى القطرى والسهام النافذة التى تسددها الدوحة إلى قلب مصر يوما بعد يوم بتجنيد فرق الارهابيين وتكليفهم بالتخطيط والأوامر والتعليمات واللوجستيات والأموال العابرة للحدود لتنفيذ أقذر وأبشع العمليات الارهابية ضد الكنائس والمساجد والتآمر ضد قوات الجيش والشرطة فى شمال سيناء، ثم فتح المباشر لتلك المنصات الإعلامية للتشفى والتغنى ببطولات الإجرام لتلك العصابات الإرهابية ضد مصر ورجالها وضحاياها.

أم نصدق ونثق فى رسائل جس النبض التى يرسلها وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن لخداع المصريين بهدف شق الصف لدى دول الرباعية العربية الممثلة فى مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية ومملكة البحرين بعد إجراءات المقاطعة والسياسات الوقائية لكشف وفضح جملة المواقف والممارسات القطرية ضد مصر وبقية دول مجلس التعاون الخليجى الأعضاء فى الرباعية العربية بعد تقديم الأدلة والمعطيات والتسجيلات والاعترافات المؤكدة وبأصوات نظام الحمدين فى قطر حمد بن خليفة الحاكم السابق والد الشيخ تميم وحمد بن جاسم الراعى الحصرى لمؤامرات الارهاب والتقسيم والفوضى فى العالم العربى لأكثر من 15 عاما متصلة دون كلل أو ملل حيث بات الصراخ والبكاء القطرى حاليا على قدر الألم، خاصة بعد أن أدت وحققت إجراءات المقاطعة والعزل المصرى والخليجى لقطر فعلها ونتائجها وخسرت قطر مئات المليارات طيلة أشهر المقاطعة منذ الخامس من يونيو من العام الماضى وحتى الآن حيث لا تعاون ولا تبادل ولا شراء لسلع ومنتجات ومواد من الخليج أو مصر وسحب الأموال وحسابات من البنوك القطرية ولا تعاملات أيا كانت ناهيك عن وقف ومنع رحلات الطيران من المرور أو الاقتراب أو الهبوط فى مطارات الرباعية العربية، الأمر الذى يكلف الخزينة القطرية مليارات شهريا من الخسائر.

ويبدو لافتا أن سياسة العزل والمقاطعة تلك قد حققت نتائجها بالفعل وقد يكون القادم بالفعل أسوأ لقطر حيث إننى مثل المئات بل الآلاف فى العالم العربى الذى أرى ضرورة تسديد الدوحة لأثمان ودفع فواتير باهظة جراء أفعالها وممارساتها واجرامها بحقنا فى مصر، وكذلك دول الخليج التى لن تحترم خصوصيتهم ووشائج ومشتركات العلاقات الوثيقة والأزلية معهم بحكم تركيبة دول مجلس التعاون الخليجى.

وبالتالى فدعوة وزير الخارجية القطرى غير مسموعة، ولا أعتقد أن دوائر القرار المصرى وقنوات الدبلوماسية لدينا ستلتفت إليها أو تسمع بها باعتبار أن الكيل المصرى من قطر وحكامها وسياساتها قد طفح واتسع الخرق على الراتق لمجمل سياسات وممارسات عدائية ضد مصر منذ انقلاب الأب الشيخ حمد بن خليفة صيف عام 1995 وحتى الآن حيث المطاعن والأحقاد ومحاولات تكسير أقدام مصر والنيل من عنفوانها وقوتها وركيزتها فى قيادة العالم العربى والمنطقة حدث ولا حرج وربما تحتاج إلى صفحات الأهرام كلها لاعداد يومية واسبوعية حيث الجرم والمؤامرة والتخطيط والتركيع لمصر كان بشعا. وبالتالى لم ولن ينسى أو يتناسى المصريون لائحة الممارسات العدوانية القطرية ضد وطنهم وشعبهم أو يغفرها حيث الجرح المصرى من الأفعال القطرية مازال ينزف على مدى الساعة، ومن الصعب أن يندمل بمجرد دعوة مشكوك فيها وفى توقيتها وغير مكتملة من وزير خارجيتهم حيث المطالب المصرية والخليجية فى قطر واضحة ومعلومة للأمير والقيادة القطرية التى تقود حاليا من خلف الستار نظام الحمدين وممثلة فى 13 مطلبا.

وتبقى العلة والخلل فى تركيبة القرار القطرى حيث إنهم يكذبون ويصدقون أنفسهم.

وما يحاك ضد مصر يوميا بتخطيط وتدبير منهم ليس بخاف على أحد، فكيف نقبل بالمصالحة والتنازل عن حقوقنا وغض الطرف عن دماء شهدائنا بفعل الاجرام القطرى.

ومن نصدق فى قطر. فحديث وزير الخارجية هناك وغيره من قادة التآمر على مصر فى الدوحة هو من قبيل اللغو والكلام الساكت الذى بلا فائدة لأنه يعرف موقف مصر وردها لا يحتاج الى تعليق، وهو يعلم أنه لا أحد فى مصر أو الرباعى الدولى يمكن أن يصدقه أو يثق فيه.