محمد الحمادي 

لو لم يخرج مؤتمر "نصرة القدس" الذي يعقد اليوم وغداً في القاهرة بغير توصية واحدة وهي الدعوة إلى زيارة القدس وإصدار فتوى بالسماح للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى لكفى المؤتمر ولسجل هذا الموتمر ومجلس حكماء المسلمين والأزهر الشريف وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب نصراً كبيراً للقدس وللأقصى وللقضية الفلسطينية بمجملها.

فالقدس، التي تواجه مخططاً إسرائيلياً لزيادة عدد الإسرائيليين فيها إلى مليون نسمة مع حلول عام 2020 ، هي اليوم بحاجة إلى مواقف وقرارات عملية وليس إلى بيانات شجب، ولا رسائل دعوة، ولا خطابات الأمنيات، القدس بحاجة إلى من يقف معها فعلياً ومن يقدم الحلول العملية لإنقاذها من الاحتلال ووقف التهويد وتهجير الفلسطينيين الذي تعاني منه.

وكما يقولون إن أهل مكة أدرى بشعابها، فبلا شك إن أهل القدس أدرى بمصلحة مدينتهم المقدسة، ونحن نرى ونسمع كثيراً من المقدسيين يتمنون أن ينتهي هذا الحظر على سفر المسلمين والعرب بالتحديد إلى القدس، وذلك بسبب فتاوى دينية سابقة ومواقف قومية متشددة، فمنذ أن ترك العرب القدس وتركوا المقدسيين وحيدين يواجهون المحتل الإسرائيلي لم يستفد من هذا الوضع غير الاحتلال الإسرائيلي الذي أحكم قبضته على المدينة التي يسيطر على أجزاء كبيرة منها يوماً بعد يوم.

إن دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل وتوقيعه قرار نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس قرار غريب، وأثار غضب الشارع العربي والإسلامي وأثار كل الأحرار في العالم، ولكن السؤال هو: لو كان العرب المسلمون منهم والمسيحيون يزورون ويصلون في الأقصى ويدعمون الاقتصاد المقدسي هل كانت ستتجرأ الولايات المتحدة أو غيرها وتتخذ مثل هذا القرار بشأن هذه المدينة المقدسة؟ بالطبع لا.

لذا فإن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس الحكماء المسلمين أمام فرصة تاريخية مهمة يستطيع من خلالها أن يساعد القدس ويساعد الفلسطينيين، وذلك بأن يخرج هذا المؤتمر بدعوة جميع العرب، من المسلمين والمسيحيين بالبدء بشد الرحال إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى وفي كنائس القدس.

بهذه الخطوة سيتغير الكثير من الأمور إلى الأفضل وكي لا ننسى فإن في زمن الاحتلال الصليبي منذ قرون لم يكن هناك من منع زيارة المسلمين والعرب للقدس بحجة التطبيع أو بحجة تجنب دعم الاحتلال، لذا فإننا بحاجة لتجاوز أي فتوى تمنع زيارة القدس، ونؤكد على فتوى مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من الفتاوى والقرارات التي تقول (إن الحكم الشرعي للزيارة مندوب ومرغّب فيه) تأكيداً على الفتوى الصادرة عن المؤتمر الدولي "الطريق إلى القدس"الذي عقد بعمان الأردن 2014م.