علي أحمد البغلي

معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد صرح تصريحاً متحضراً معتدلاً حول حق المرأة بالانضمام إلى السلك العسكري قائلاً: «ليس هناك ما يمنع تطوع المرأة في حال رغبت في الانخراط بالخدمة العسكرية».


هذا التصريح أقام الدنيا ولم يقعدها من قبل من يثبتون يوماً بعد آخر أنهم لا يمتون بصلة إلى هذا المجتمع ولا أدبياته وأصوله وعاداته وتقاليده!
فالمرأة كانت ولا تزال هي أخت الرجال في الجزيرة العربية وغيرها، أيام الجاهلية والإسلام، وحكايات بطولتها كأخت الرجال لا تعد ولا تحصى.. لذلك استهجنا والآلاف غيرنا ممن ابتلي بأمثال أولئك الذين ردد أحدهم: «هويتنا خط أحمر ولن نقبل تخريب المجتمع، فالمرأة ليس محلها المؤسسات العسكرية»، وأضاف مهدداً النائب الأول بالاستجواب.
* * *
ونقول للنائب وأمثاله ليس أنتم من تحددون ما المناسب لهويتنا وما هو غير المناسب، والمرأة مشاركة بالحراك العسكري في كل الدول العربية والخليجية قاطبة، ما عدا المملكة العربية السعودية، لكن مشاركتها قادمة في الشقيقة الكبرى.
بالإضافة لذلك وكما قال النائبان راكان النصف وخالد الشطي، وهما مثال حي على من يمثل الهوية الكويتية الحقيقية، بأن تصريحك يتعارض مع صريح المادة الـ29 من الدستور التي نصت على أن «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين». النائبان المذكوران أضافا أن الموضوع هو اختياري وليس إجبارياً للمرأة.
وبالتالي ليس لك أيها النائب المتدخل في ما لا يخصه حق في أن تفرض رأيك إلا على القائم قانوناً وشرعاً عليهم.. فهؤلاء حفظهم الله بإمكانك أن تفرض رأيك عليهم فقط، وهو أمر نحترمه كحرية شخصية، ونتمنى منك أن تحتذي بنا وتحترم رغبة بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا بالانضمام إلى السلك العسكري برغبتهن الذاتية وليس بالفرض بالإقرار أو بالمنع، كما تحلم وكما تعودت منذ أن تبوأت سدة النيابة، فكان ديدنك وأمثالك هو المنع ثم المنع، متجاهلين أهم قواعد الدين الإسلامي الذي خبره وعمل به أهل الكويت الأصليون «بأن الأصل في الأمور الإباحة». التي حولتموها أنتم «أن الأصل في الأشياء المنع»!.. وهو ما لا نتفق معه قولاً واحداً، متمنين ألا تلتفت الحكومة الرشيدة ونائبها الأول وزير دفاعها الشيخ ناصر صباح الأحمد إلى هذه التصريحات، لأن الشعب بأجمعه ينتظر رؤية الكويت 2030 النور على يديه، من دون أي تأثير من تصريحاتكم المعهودة!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.